“7 نيسان يا رفاق.. ميلاد الحزب العملاق”، لطالما سمعت هذه الشعارات في شوارع سوريا ومدارسها، في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي، والذي أسس في عام 1947.
وقام الحزب بانقلاب قاده صلاح جديد وحافظ الأسد عام 1963، للاستيلاء على السلطة في سوريا، قبل أن يقوم الأسد نفسه بالانقلاب على رفيق دربه في عام 1970، وإلقائه في سجن المزة العسكري حتى وفاته عام 1993.
في ذكرى ميلاد حزب البعث على يدي كل من ميشيل عفلق وصلاح البيطار في مدرسة التجهيز في دمشق، عشرات الحوادث الدموية، وكأن هذا اليوم بات تاريخًا، يتوجب على السوريين أن يذكروه إلى الأبد، في ظل الخيبات والدم وخسارة الأراضي وتشريد السوريين.
بداية الاندماج
قام كل من زكي الأرسوزي وميشيل عفلق وصلاح البيطار بدمج الحزبين اللذين حملا نفس الاسم (البعث) في حزب واحد تحت اسم حزب البعث العربي في دمشق، عام 1947، قبل أن يكمل اندماجه مع الحزب العربي الاشتراكي، بقيادة أكرم حوراني، في عام 1952، ليصبح اسم الحزب: “حزب البعث العربي الاشتراكي”.
وبذلك صار الحزب ثاني أكبر كتلة نيابية في البرلمان، بعد انتخابات عام 1954.
بعد الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958، وتنحي الرئيس شكري القوتلي عن الحكم لصالح جمال عبد الناصر، صدر قرار بحل الأحزاب في سوريا، ومن ضمنها “حزب البعث”.
ما قبل الانقلاب
في عام 1961، قام العقيد عبد الكريم النحلاوي بقيادة انقلاب عسكري أطاح بالوحدة بين سوريا ومصر، وانتخب البرلمان السوري ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية، بعد انسحاب خالد العظم من السباق، وعادت الأحزاب السياسية إلى الحياة من جديد ومن ضمنها “حزب البعث”.
وفي عام 1963، قام الحزب بانقلاب عسكري على ناظم القدسي رئيس الجمهورية، وخالد العظم رئيس الوزراء.
نظمت الانقلاب ما يعرف باللجنة العسكرية، وهي مجموعة من الضباط البعثيين في صفوف الجيش السوري، خططوا للأمر مذ كانوا في مصر في أثناء الوحدة، وكان من ضمنهم صلاح جديد وحافظ الأسد ومحمد عمران.
وتم استبعاد البيطار وعفلق لاحقًا، ليتسلم العسكر مقاليد الأمور في عام 1966، قبل أن يقوم حافظ الأسد بما سماه “الحركة التصحيحية” في عام 1971، ويعتقل رفاق الدرب ويتسلم السلطة بشكل منفرد.
الدم والتاريخ
يحمل تاريخ اليوم السابع من نيسان، العديد من الأحداث الدامية والسياسية المؤثرة في ذاكرة السوريين:
مواجهات سورية- إسرائيلية في عام 1967
سبقت نكسة عام 1967، مواجهات مستمرة بين الجيشين السوري والإسرائيلي، وكانت هذه المواجهات إحدى أسباب قيام الحرب لاحقًا.
وأسقطت إسرائيل في 7 من نيسان من نفس العام ست طائرات ميغ سورية، ودارت اشتباكات عنيفة وحلقت الطائرات الإسرائيلية فوق دمشق.
إعدامات ميدانية في حماة
لاتزال “أحداث حماة” عالقة في ذكرى السوريين، وسط اتهامات وتجاذبات تاريخية عما حصل، بين من يتهم النظام السوري ببدء المعركة سعيًا منه لإنهاء أي معارضة داخلية، وبين من يتهم حركة الإخوان المسلمين بالقيام بتفجيرات واغتيالات (منها ما اعترفت به الحركة، وبعضها نفته كليًا واتهمت به النظام) لإنهاء حكم حافظ الأسد.
في السابع من نيسان عام 1980، تم الإعلان عن حظر للتجوال في مدينة حماة، ورافقها حملات إعدام ميداني للعشرات، عدا عن الاعتقالات بحق المدنيين.
وذكر حساب “ذاكرة سوريا” في “تويتر”، أن السلطات السورية اعتقلت في هذا اليوم عمر وخضر الشيشكلي، والأول كان نقيب أطباء العيون، والثاني أحد قادة الكتلة الوطنية في عهد الانتداب الفرنسي.
٧ نيسان ١٩٨٠: فرض حظر تجول في #حماة وبداية حملة تمشيط في المدينة استمرت عدة أيام، اعتقل خلالها العشرات وجرت إعدامات ميدانية كان بين ضحاياها عمر الشيشكلي نقيب أطباء العيون وخضر الشيشكلي أحد قادة الكتلة الوطنية في عهد الانتداب الفرنسي واللذين قُتلا بعد تعذيبهما.#سوريا
— ذاكرة سوريا (@syrianmemory) April 7, 2019
الكيماوي.. الهواء الأصفر وصواريخ أمريكية
أطلقت قوات النظام السوري، في السابع من نيسان 2018، صواريخ تحمل موادًا كيماويةً سامة على مدينة دوما في ريف دمشق، من خلال هجومين، الأول في الساعة الثالثة عصرًا، والثاني في الثامنة مساءً.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 41 مدنيًا خنقًا بينهم 12 طفلًا و15 سيدة إثر الهجوم، إضافة إلى إصابة قرابة 550 شخصًا.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام المواد الكيماوية، فاستخدمها مسبقًا في خان شيخون، وعدة مناطق أخرى.
وقامت القوات الأمريكية في السابع من نيسان 2017 بقصف مطار الشعيرات العسكري قرب حمص بأكثر من 50 صاروخًا من نوعية “التوماهوك”، ردًا على الضربة الكيماوية على خان شيخون، مما أدى إلى مقتل جنود للنظام.
Read morePosted from Enabbaladi
Note: Only a member of this blog may post a comment.