يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التذكير بأن حكام السعودية ليسوا أكثر من «نواطير» للنفط يحتاجون إلى الحماية الدائمة من الإدارة الأمريكية، وعليهم أن يدفعوا كل ما يملكون لمن يمعن في إذلالهم.. بل أكثر من ذلك فقد اعتبر ترامب أن من سبقه من رؤساء كانوا أغبياء لأنهم تغاضوا عن الابتزاز العلني لحكام السعودية ومعظم مشيخات الخليج الأخرى.. لقد كان هؤلاء يدفعون في الخفاء عائدات النفط المنهوب لحكام البيت الأبيض، وكانوا يتظاهرون بأنهم «أسياد» في قراراتهم وادعوا أنهم رعاة «الثورات» تحت الرايات السوداء كأن المجموعات الإرهابية «الداعشية» ستجلب المن والسلوى لشعوب المنطقة، كما كانت وسائل إعلامهم تتحدث عن «الحرية والكرامة والديمقراطية»، لكن تصريحات ترامب المتكررة عرتهم حتى من ورقة التوت فهم مجرد بقرة حلوب سيتم ذبحها فور جفاف ضروعها وفقاً لقول ترامب ذاته.
للأسف لايزال «نواطير» النفط في السعودية ومعظم مشيخات الخليج يعتقدون أن عقوبات ترامب على إيران، وعداءهم غير المبرر للشعب الإيراني يمكن أن يعززا دورهم في المنطقة وفي العالم لكن ذلك مجرد سراب يتلاشى مع الابتزازات المتلاحقة والتصريحات الوقحة للرئيس الأمريكي الذي حولهم من خنجر يطعن في ظهر دول المنطقة تحت جنح الظلام إلى أجراء أذلاء فاحت رائحة موبقاتهم لتزكم الأنوف، ولتظهرهم بالصورة «المسخة والمتسخة» التي بات ينفر منها القاصي والداني.
أين الكرامة والشهامة والدور الفعّال لمعظم حكّام الخليج الذين تقوم بلدانهم على بحور من النفط والغاز؟! إن وقاحة التصريحات الأمريكية تشير إلى أنها لا تريد حلفاء ولا تعترف بمصالحهم، وإنما تريد أذناباً يمكن قطعها في أي لحظة، وبالتالي فإن تنفيذ العقوبات الأمريكية العدوانية المفروضة على إيران سيعود بالضرر على كل من ينفذها وخاصةً تلك العقوبات التي تمّ فرضها على هامش إلغاء ترامب للاتفاق النووي وبشكل مخالف لقرار مجلس الأمن ذات الصلة وتمسك الدول الخمس الكبار الأخرى به.
إن أمريكا لا تعادي إيران وروسيا وسورية وفنزويلا والصين فقط، وإنما تعادي دول العالم قاطبةً وقائمة عقوباتها غير القانونية ستطول الجميع لأن العقوبات ليست أكثر من وسيلة من وسائل الإرهاب الدولي الذي تمارسه واشنطن ضد الجميع.
The post الابتزاز والعقوبات والإرهاب الأمريكي! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.