تقع «ساحة المرجة» أو «ساحة الشهداء» خارج أسوار المدينة القديمة وتتوسط مدينة دمشق وينتصب في وسطها «نصب التلغراف» ولاتزال «المرجة» راسخة في تراث أهل دمشق خاصة في تلك الأهزوجة الشعبية الجميلة التي يقول مطلعها: «زينوا المرجة والمرجة لينا.. شامنا فرجة وهي مزينة..» التي لاتزال تتردد في العراضات الشامية والدراما السورية كتعبير عن حضور هذه الساحة في الذاكرة وارتباطها بالوجدان الشعبي.
ففي أواسط شهر آب من عام 1915م ألقى «جمال باشا السفاح» القبض على عدد من أحرار وزعماء العرب ومفكريهم لتعاونهم مع فرنسا الاستعمارية التي كانت تعادي الدولة العثمانية آنذاك، وبعد محاكمة صورية حكم عليهم بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة خيانة الدولة العليّة، ثم نُفذ الحكم في ساحة المرجة التي سميت فيما بعد بساحة الشهداء أيضاً لتكون هذه الساحة شهيدة وشاهدة على أفظع جريمة ترتكب بحق نخبة من رجالات العلم والفكر والسياسة، كما شهدت المرجة أحداثاً سياسية أخرى مهمة منها إعدام أبطال الثورة السورية الكبرى 1925 – 1927 م، الذين كانت فرنسا تلقي بجثثهم في ساحة المرجة بغية نشر الرعب في النفوس كما يذكر المؤرخ «قتيبة الشهابي»، ومن الكوارث الطبيعية التي شهدتها الساحة فيضان نهر بردى المتكرر الذي كان يسمى «الزورة» أو «الفيضان» إثر الأمطار الغزيرة التي كانت تغمر الساحة والأسواق المجاورة وقد كان نهر بردى في بدايات القرن التاسع عشر يتفرع في هذه الساحة إلى فرعين يحتضنان جزيرة صغيرة غنية بالأشجار كان يطلق عليها اسم «الجزيرة» أو «بين النهرين» ومن ثم أطلقوا عليها «المرج الأخضر» أو «المرجة» لغناها بالأشجار.
The post عين المكان appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.