ثلاث قمم متلاحقة تم عقدها في السعودية بإيعاز أمريكي- إسرائيلي للتحريض على إيران والتباكي على أمن الخليج الذي تعربد فيه البوارج الأمريكية.. مع أن جميع الذين لبوا الدعوة للقمم «العربية- الخليجية- الإسلامية» يدركون أن الأهداف الرخيصة لتلك الاجتماعات هي تبادل الردح الممجوح ضد إيران التي حاولت في الأسبوع الماضي أن تؤكد مجدداً لدول الجوار أنها لا تريد الاعتداء على أحد وأن أمن المنطقة هو من أمنها وأن الإرهاب المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً هو العدو المشترك للجميع.. وما يلفت الانتباه أن تلك القمم الهزيلة عقدت بالتزامن مع يوم القدس العالمي الذي تحييه إيران مع منظومة القوى التي تدافع عن القدس، وعن الحقوق العربية والفلسطينية التي تسعى أمريكا وإسرائيل وبمباركة سعودية للإطاحة بكل آمال تحقيقها من خلال مايسمى «صفقة القرن» ومن خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل مع أن ذلك يخالف قرارات مجلس الأمن ويطعن العرب والمسلمين في قلوبهم وضمائرهم.
إن عقد هذه «القمم»المتلاحقة هو للإيحاء بأن السعودية هي التي «تقود العرب والمسلمين» مع أن جميع المتهافتين لحضورها قد استمعوا جيداً لابتزازات ترامب الذي أكد فيها أن بني سعود ومعظم أمراء ومشيخات الخليج ليسوا أكثر من نواطير لـ«الغاز والكاز والمازوت» وأن إنهاء عروشهم لا يحتاج أكثر من إشارة من أصابع قاطني البيت الأبيض.
لقد حاولت وسائل الإعلام الممولة من عائدات النفط المنهوب أن تنفخ في النتائج الهزيلة لتلك القمم وتستضيف عشرات «الرداحين» ضد إيران الداعمة للشعب الفلسطيني وللحقوق العربية، والتي قدمت الغالي والرخيص لمواجهة الإرهاب القاعدي- الداعشي- الوهابي ووقفت في وجه الاستباحة الأمريكية جنباً إلى جنب مع سورية والعراق وروسيا حرصاً منها على أمن المنطقة وأمن العالم وهذا ما جعلها شوكة في حلوق الأمريكيين والإسرائيليين ومن يسير في ركابهم من صيصان الخليج المهددة عروشهم وشعوبهم ليس من إيران وإنما ممن يتوهمون صداقتهم في واشنطن و«تل أبيب».
إن أمن الخليج لن يتحقق بأموال النفط، ولا بالبوارج الأمريكية ولا بالانبطاح لتنفيذ «صفقة القرن»، وإنما يتحقق من خلال التعاون والتنسيق مع دول المنطقة وبشكل خاص إيران، وإن التحريض عليها لن يجلب لهم سوى النار التي ستحرقهم بالنفط الذي جعلهم «أشباه رجال».
The post قمم الردح الرخيص في السعودية! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.