«شر البلية ما يضحك» مثل شعبي يقفز إلى الذاكرة عند سماع تبرير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدم إقدامه على إعطاء الأمر بتنفيذ الضربة العسكرية على مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع عسكرية أخرى بحجة أن تنفيذه كان سيؤدي بحسب معلومات استخباراتية أمريكية إلى مقتل مئة وخمسين عسكرياً إيرانياً مقابل طائرة من دون طيار.
ترامب «الرحيم» هذا يخشى على أرواح عشرات الإيرانيين من أن تزهق بصواريخه التي كان من المفترض أن تنطلق من أراضي وبحر حلفائه المتصهينين لم يخشَ على أرواح ملايين الإيرانيين عندما مارس على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعتى حرب اقتصادية عرفها التاريخ قديماً وحديثاً طالت كل مناحي الحياة لهذا الشعب الصامد والمتمسك بالسيادة والقرار المستقل والرافض للإملاءات والأوامر الأمريكية ببيع فلسطين والقدس الشريف في «بازار المنامة» الذي افتتحه صهره ومستشاره الخاص جاريد كوشنر ومعاونوه الصهاينة بحضور مطبلي بعض العربان ومزمريهم بأموال العرب على الحرة فلسطين.
إذا كان ترامب «رحيماً» إلى هذه الدرجة فلماذا لم يحرك ساكناً إزاء الإجرام الصهيوني بحق متظاهري مسيرات العودة الفلسطينيين العزل الذين يطالبون برفع الحصار عنهم؟ ولماذا لم يحرك ساكناً إزاء ملايين الأرواح التي أزهقتها عصابات الإرهاب التكفيري في العراق وسورية وليبيا وغيرها من بلدان المنطقة وتحت المظلة الأمريكية؟.
ترامب الكاذب كما وصفته صحيفة «واشنطن بوست» لم تردعه «أخلاقه وعواطفه النبيلة وروحه الرحيمة» عن توجيه الضربة العسكرية على المواقع الإيرانية وإنما ردعه خوفه من إصرار وعزيمة الإيرانيين على الرد الذي لا يعرف مداه ولا حجمه ولا إلى أين سيوصله ولا إذا كان سينتصر فيه أم ينهزم.
إن ترامب هذا يعرف بورصات بعض دول الخليج فيقامر فيها كما يشاء لكنه يجهل «بورصة» إيران فلم يتجرأ على المقامرة فيها لأن صاحب رأس المال جبان كما يقول المثل الاقتصادي.
The post ترامب «الرحيم»! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.