عبث السياسة.. ألسنا بحاجة إلى ثقافة الغضب؟!..

يقال: إن الثقافة طريقة تفكير وطريقة حياة أي إنها فكر وفعل.. فهل يمكن إيجاد مسوغات لثقافة «الغضب» فكراً وفعلاً؟..
انتشرت ثقافة الغضب في الغرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وكان الدافع لها احتجاج الأجيال الشابة على الدمار الذي حصل في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية, إضافة إلى ملايين الضحايا البشرية..
عبّر الغاضبون عن غضبهم في الأدب والفن مسرحاً وفيلماً وفناً تشكيلياً، وعبّروا عنه أيضاً في حياتهم اليومية وسلوكهم, فنشأت حركات «الهيبيز» و«البانك» بين الشباب، وأخذ الغضب والاحتجاج على المفاهيم القديمة أشكالاً مختلفة من السلوك بما في ذلك الحركات البوهيمية وثقافة العراة وغيرها..
حتى الموسيقا وصلتها موجات الغضب فظهر «الروك آند رول» و«الجاز» و«البلوز» و«الهارد روك» احتجاجاً على نغمات الموسيقا التقليدية الحالمة وكان «الريتم» الإفريقي والإيقاع القوي والصخب أكبر صرخة في وجه الفن التقليدي الذي كان مرهوناً بالحلم، بعيداً عن واقع حربين عالميتين لم يشهد التاريخ الإنساني أحداثاً تساويهما في الفظاعة والوحشية..
اليوم وطننا العربي ذو الثقافة الواحدة يعيش فظاعة ووحشية من نوع خاص، فمن إهانات ترامب المذلة لأتباعه في الخليج إلى القتل والتدمير الممنهج في سورية واليمن، ومن الضياع في لبنان وتونس والجزائر إلى الفوضى والارتباك في العراق وليبيا والسودان.
في هذه الورطة التاريخية ماذا سيقول جيلنا العربي الشاب؟ كيف سيعبّر عن غضبه فكراً وفعلاً؟..
آخر خبر فاجع ما أعلنه لص إسرائيلي اسمه كاهانا عن نيته في تسويق نفط جزيرتنا المحتلة من الأمريكيين. الرجل, كما يقول, نال موافقة الخونة هناك وهو في انتظار موافقة واشنطن، أي عبث هذا؟.. وهل هناك إهانة لنا جميعاً أكبر من هذه الإهانة؟..
ثقافة الغضب أضحت ضرورة حياتية مثل: الماء والهواء وربما أكثر من ذلك، هي ناموسنا المقدس من أجل الخلاص.. الخلاص التاريخي الذي دونه الموت!..
mahdidakhlala@gmail.com

The post عبث السياسة.. ألسنا بحاجة إلى ثقافة الغضب؟!.. appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the عبث السياسة.. ألسنا بحاجة إلى ثقافة الغضب؟!.. on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.