يتمادى كيان الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته العنصرية العدوانية اليومية بحقّ الشعب الفلسطيني، فلا يكاد يمرّ يوم إلا وتسجّل فيه جملة من الارتكابات الإجرامية الصارخة التي تشكّل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وكلّ ذلك على مرأى ومسمع العالم كلّه، إذ يمارس هذا الكيان الغاصب المحتل عربداته بأبشع صورها في ظلّ الحماية الأمريكية له، فلا محاسبة أو مساءلة، وثمة لامبالاة دولية مريبة، ما جعله متنمّراً على قواعد النظام العالمي على نحو يهدّد الأمن والسلم العالميين.
ولا تخرج عملية الهدم التي يمارسها الكيان الصهيوني واتساع رقعتها، وازدياد وتيرتها على الأرض الفلسطينية في مسعى حثيث لـ«تهويدها» وتقليص حجم وجود الشعب الفلسطيني وهضم حقوقه، عن كونها جريمةً جديدة تضاف إلى سجل جرائمه الحافل بكل ما هو مناقض للقرارات الدولية ومنافٍ لحقوق الإنسان، إذ قامت سلطات الاحتلال من خلال مخططها لتوسيع الاستيطان بهدم منازل الفلسطينيين مؤخراً في منطقة وادي الحمص في بلدة صور باهر في القدس المحتلة وفي قرية العراقيب في منطقة النقب للمرة الـ146 وتشريدهم غير آبهة بهم ولا حتى بالمجتمع الدولي الخارجة عليه وعلى قوانينه وقراراته وإداناته التي لا تخرج عن كونها حبراً على ورق.
إذ مع كل ممارسات الاحتلال الظالمة هذه، لم نر فعلاً رادعاً حقيقياً له، ولا يعدو الأمر «جعجعةً بلا طحين»، لذا على شرفاء هذه الأمة عامة، وعلى الشعب الفلسطيني خاصة، عدم التعويل إلا على المقاومة، بمختلف أشكالها، في نيل الحقوق واسترداد الأرض المسلوبة، وإعلاء شأنها، وتقديم كل أنواع الدعم لها، فتاريخها الناصع أثبت، ويثبت أنها الوحيدة التي تشكّل الرادع الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات البعض و-بينهم أنظمة رجعية- «شرعنته» وترسيخ «وجوده» على الأرض العربية على أنه واقع لا مفّر منه!.
ما فعلته «إسرائيل» وما تفعله اليوم سيبقى مستمرّاً، ما لم تكن هناك مقاومة تقف سدّاً منيعاً في وجه تمدّدها وإزالتها، وواهم من يظنّ أنها ستقف عند حدّ، ما يفرض خيارين لا ثالث لهما إما المقاومة، وإما «الرضوخ والسكوت» على ممارسات «إسرائيل» العدوانية، وتالياً «نسيان الحقوق وضياعها»، فالطريق واضح المعالم، لكننا اخترنا، والمقاومة كانت وما زالت خيارنا.. المقاومة، بكل أشكالها، وحتى آخر رمق لاسترداد كامل الحقوق.
waddahessa@gmail.com
The post لا خيار إلا المقاومة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.