تحط الحرب أوزارها وعلى ركام الخراب والدمار يبدأ من شن الحرب وشارك فيها بتقديم اعترافات لا تنفع في شيء سوى أنها تعري أصحاب النظريات في الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم دائماً الغرب الأوروبي والأمريكي، ويسقط جميع ما حاولوا ترويجه في إعلامهم وتتحول صورتهم البراقة إلى صورة سوداء سوادها آتٍ من جرائم أولئك وحروبهم.
دائماً يتنصل الغرب من أي مسؤولية تجاه كل الأحداث الضالع بها ويعترف متأخراً بجرائمه فقط لدرء أي تبعات، واليوم تطل علينا بريطانيا بإقرارها تجنيد أطفال لم تتجاوز أعمارهم 17 سنة حيث أرسلتهم للقتال في أفغانستان والعراق بين عامي 2007 و2010.
الإقرار السابق يحمّل بريطانيا المسؤولية الكاملة كون تجنيد الأطفال يعد جريمة حرب، وهذا يدل على أن بريطانيا لم تقم أي اعتبار للاتفاقيات الأممية والبروتوكولات الدولية والمعاهدات التي تؤكد جميعها على ضمان عدم إشراك الأطفال في الأعمال الحربية، وبما يمثل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية والمعايير الأخلاقية وهو ما اعتدنا عليه لدى الغرب دون أن يلتفت أحد لذلك، بينما تمثل أي مسائل أقل من ذلك بكثير في أي مكان لا تطوله اليد الغربية قضية رأي عام يجب محاسبة مرتكبيها، ويحمل الغرب لواء تلك المحاسبة وهذا يدل على ازدواجية المعايير الغربية.
بريطانيا شريك في كل الحروب التي بُنِيَتْ على مزاعم زائفة وتم تسويقها على مرأى العالم لتبرير تلك الحروب، الأمر الذي يعيد إلى دائرة الضوء حقائق عدة كدعمها للإرهاب وتقديمه عندما تقتضي مصالحها «كمعارضة معتدلة سلمية»، وقتلها المدنيين الأبرياء عن عمد سواء في سورية واليمن والعراق، واتباع سياسة تجويع الشعوب كوسيلة لمزيد من الضغوط، كما أن الإقرار يدفعنا لانتظار مثله ليكون موضوع الإجرام الغربي حقيقة ثابتة.
تجنيد الأطفال في الحروب ليس سوى وسيلة لتغذية جيل كامل بالأفكار الإرهابية وهو ما يقوم به الغرب لاستخدامهم فيما بعد بحروب لاحقة كون الحروب إستراتيجيتهم الوحيدة للسيطرة، والإقرار البريطاني لا يعني صحوة ضمير بقدر ما هو رغبة بنفض اليد من كل الجرائم والتهرب من المسؤولية هذا بالنسبة لهم، وبالنسبة لنا لا قيمة له طالما لن تترتب عليه تبعات، فصورتهم واضحة منذ البداية.
The post اعتراف بلا قيمة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.