لم تفضِ قمة العشرين الفائتة إلى أي نتائج قد تقود إلى حلحلة الأزمات العالقة عالمياً وسط تفاقم الحرب العدوانية السياسية والاقتصادية التي تشنها واشنطن ضد طهران والحرب التجارية مع الصين وتراجع النمو الاقتصادي العالمي بشكل عام.
تجزأت القمة التي احتضنتها مدينة اوساكا اليابانية إلى سلسلة من اللقاءات الثنائية فتبددت صفة القمة عنها وكان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصيب الأكبر من هذه اللقاءات دون أن تفلح هذه اللقاءات في تحريك المياه الراكدة على مستوى الحرب التجارية العالمية وإحداث نوع من التفاؤل بتحرير الاقتصاد العالمي من عبء سياسات ترامب العدائية والتي تسببت بموجة مضاعفة من التوترات العالمية على عدة مستويات.
بقيت الرؤية ضبابية كما كان متوقعاً حول ما ستؤول إليه نتائج القمة لاحقاً ولم تثمر اللقاءات أيّ خطوات يمكن البناء عليها تجارياً، ورغم أن ترامب ثبت على سياسة الاستعراض لكن لقاءه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ فتح باباً من التفاؤل المؤقت إلى التوقف عن الحرب التجارية بإعلان الطرفين هدنة تجارية رغم أن ترامب لوّح قبيل انطلاق أعمال القمة بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين ما أعاد إلى الأذهان ما حدث في قمة العشرين السابقة التي عقدت في الأرجنتين أواخر العام الفائت حيث تعلقت الحرب التجارية بين البلدين لعدة أشهر أملاً بإفساح المجال لمحادثات تجارية سرعان ما تعثرت.
سجلت قمة أوساكا ساحة مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لممارسة طبعه الاستعراضي الذي لا يخلو من التهور بدءاً من اللقاءات الثنائية التي عقدها مع مجموعة من رؤساء العالم مروراً ببعض التصريحات السريعة المضحكة وصولاً إلى لقائه المفاجئ وهو في طريق عودته إلى واشنطن بالزعيم الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين ليعلن استئناف المفاوضات مع الجانب الكوري الديمقراطي.
أيضاً واصل ترامب خروجه من اتفاق باريس للمناخ بينما جدّد بيان القمة التشديد على التزام 19 من دول مجموعة العشرين أي باستثناء الولايات المتحدة، بـالتطبيق الكامل للاتفاق الموقع عام 2015 لمكافحة الاحتباس الحراري.
رغم الحالة الاستعراضية ومحاولة خطف الأضواء في القمة لم ينجح ترامب كما كان يخطط في تشكيل تحالف دولي يعادي طهران سواء أوروبياً أو من الدول الأخرى المشاركة في القمة عبر دعوة الدول المستوردة للنفط لحماية تدفقات النفط القادمة من الخليج العربي, ولم يتمكن من وضع العثرات بوجه الصين التي تشكل تحدياً اقتصادياً وعسكرياً لترامب وخاصة أنها تستمر كقوة اقتصادية تنافس -بل تهدد- (عرش) واشنطن كقوة أولى عالمياً.
عادت السيناريوهات نفسها لتكرر نفسها في قمة أوساكا من دون اختراق يستحق التسجيل لها كقمة شهدت أحداثاً استثنائية تفضي إلى وضع حد للحروب الاقتصادية والسياسية المفتعلة في عدة مناطق من العالم.
The post قمة أوساكا.. ضعف جوهري وتكريس الانقسامات appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.