أعلن يسرائيل كاتس- وزير خارجية الكيان الصهيوني أن لقاءاته مع مسؤولين خليجيين (كانت مهمة جداً، فقد ناقشنا الأوضاع في المنطقة، وأنا سعيد بالعمل من أجل تطبيع العلاقات مع دول المنطقة في الجوانب الأمنية والاستخباراتية وفقاً لإمكانات «إسرائيل»)، وفي زيارة الوزير الإسرائيلي أيضاً أنه عُرضت مبادرة حول التعاون الاقتصادي.
لاشكّ في أن هذه الزيارة وإقامة موقع «أثري» للمستوطنين الصهاينة في القدس، كل هذه الوقائع تشكل باكورة العمل لـ«صفقة القرن» في صيغتها التي تم طرحها في ورشة المنامة وتحت شعار «السلام من أجل الازدهار»، ويبدو أن التركيز الأساس يكمن في مد جسور العلاقة والتعاون والتطبيع مع دول الخليج، وإذا كانت هذه الجسور قبل إعلان الشق الاقتصادي من «صفقة القرن» لا يتم البوح بها والكشف عنها، إلا أنه، ومع «صفقة القرن» باتت حالة طبيعية، بل مطلوبة، وثمة إصرار على الإعلان عنها، وهو ما يشير وبكل وضوح أنه إذا كانت «صفقة القرن» تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه، وشطب حق العودة، فإنها هي النافذة التي بدأت مشرعة لتطبيع كامل بين الكيان الصهيوني ومعظم ممالك ومشيخات الخليج، أي إن «الصفقة» أوجدت مناخات ملائمة وأجواء لتحالف سيتم الإعلان عنه رويداً رويداً وبخطوات سريعة ما بين عرّاب «الصفقة» الولايات المتحدة وكل من الكيان الصهيوني والدول المشاركة في ورشة البحرين على قلّتها، ولاسيما بعد أن سقط ما يطلق عليه «عملية السلام» التي تحتاج مفاوضات، فهذه المفاوضات لم تعد قائمة في ظل صفقة كهذه، تقوم على الاقتصاد مقابل السلام، أو السلام مقابل السلام، وليس أبداً على «عودة الأرض مقابل السلام»، وعلى هذا المسار إضافة إلى هدف تصفية القضية الفلسطينية، ستضع الولايات المتحدة معظم منطقة الخليج تحت القبضة الإسرائيلية وقد أعطت الإشارة بذلك، وها هم بعض «الخليجيين» يلهثون لكسب ودّ «إسرائيل» والاقتراب أكثر فأكثر منها.
The post «صفقة القرن».. والتطبيع الخليجي ـ الصهيوني appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.