«أوعى تزعجوا» المفتش!

استفزني صديقي إلى درجة الإحساس بالعجز أمامه بعد أن استخدمت كل أساليبي الدفاعية من حركات باليد وشرح وإيضاح بالتلويح تارة وبتقطيب حاجبي تارة أخرى في محاولة يائسة لإقناعه بجدوى الهيئات الرقابية مادمنا بين الحين والآخر نكشف للناس عن بعض قضايا الفساد التي غالباً ما تكتشف بالمصادفة بعد أن يكون الفأس قد وقع في رأس مؤسسات الدولة وشركاتها المختلفة وزاد من أنينها وتعثرها وأعترف أنني أصبت بالعجز أمام هجومه المباغت بشأن أسلوب المكافحة (بس لا يروح تفكيركم لبعيد في مسألة عجزي)، واسترسل بهجومه، مستنداً إلى أن المفتش الموفد سنوياً لشركته لا يحضر ويمارس رقابته على أداء الشركة إلا بعد أن يضع شروطه للعمل وتدقيق الحسابات (على رواق)، إذ يستبق حضوره للشركة باتصال هاتفي بإدارة الشركة الذي يحمل في طياته العديد من الطلبات تتمثل في ضرورة تأمين غرفة مستقلة مزودة بكل وسائل الراحة والتكييف والهاتف ومستخدم تحت تصرفه، والأهم سيارة تخصص لتنقلاته تحضر في موعد محدد وكل من في الشركة في خدمة المفتش وراحته، كما تحرص إدارة الشركة على عدم إزعاجه أو «نرفزته» بحيث يضع تقريره التفتيشي على مقاس راحته ومدى اهتمام إدارة الشركة بحضرته حتى لتجد مدير الشركة شخصياً يسهر على راحته (بلا صوت , المفتش يفتش بلا حركة بلا ضجيج امشوا على رؤوس أصابع أقدامكن كيلا ينزعج المفتش وتفوت حساباته وتفتيشاته ببعضها البعض) و(على الطالع يسأل طعميتوا المفتش, شربتوا المفتش, وصلتوا المفتش على بيتو) وهكذا..
وتابع صديقي هجومه علي قائلاً: ما يحدث أن يصبح المفتش الشغل الشاغل لجيش من العاملين يسهرون على صحته ولتكتشف فيما بعد وقوع حالات فساد من العيار الثقيل في بعض المؤسسات العامة كشفتها المصادفة ويا للمصادفة بعد أن يكون (اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب) ويقف المعنيون على أطلال القضية لأيام وتنتهي القصة وكأن شيئاً لم يكن لنستفيق ذات صباح على سيناريو فساد جديد في ظل غياب الرقابة التي تستفيق على وقع الحادثة
وقال صديقي: أين الرقابة الاستباقية للمفتشين التي من شأنها أن تحد من الفساد حيث لا يضير الشاة السلخ بعد موتها ؟.
أعترف أنني كمن أصيب في رأسه بضربة قاضية من صديقي أوقعتني في العجز والدفاع عما نكتب أحياناً، لأن العديد من الجهات المعنية تمتلك أذنين: واحدة من طين وأخرى من عجين و(فخار يكسر بعضو).

The post «أوعى تزعجوا» المفتش! appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the «أوعى تزعجوا» المفتش! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.