بعد قمة العشرين، دبّ النشاط بالمبعوث الدولي إلى سورية (غير بدرسون) وبدأ حركةً يقول إن (هدفها تفعيل المسار السياسي) في الوقت الذي يعدّ فيه الشعب السوري أن المسار السياسي كان (مسار فشل متراكم) فهل عرف بدرسون أسباب هذا الفشل؟ وكيف سيتفاداه؟ ولتأكيد حرص السوريين على إنجاز أي حل ينهي معاناتهم، فإننا نذكر ببعض الحقائق الأساسية في تحقيق النجاح للمسار السياسي: يشكل القضاء على جميع بؤر الإرهاب المقدمة الأولى والقاعدة الأساسية لأي حلّ سياسي، وهنا يتساءل السوريون: ماذا قصد بدرسون عندما قال قبل أيام إن الوضع في إدلب كارثي؟ هل قصد أن وجود الإرهاب هو الأمر الكارثي؟ أم مسعى سورية للقضاء عليهم هو الكارثة؟ إن من يحاول حماية الإرهاب يجهض أي حركة في المسار السياسي، وسورية تحاول إنهاء الإرهاب في إدلب لتحمي مدنييها، وتفتح طريق المستقبل الآمن المستقر.
إن كل ما يتعلق باللجنة الدستورية، من التشكيل إلى آلية العمل، واتخاذ القرارات إلى مكان عملها إلى موضوع العمل (دراسة الدستور الحالي) كلها حق حصري للشعب السوري، والمبعوث الأممي مسير لهذه العملية، ويستطيع تحقيق النجاح فيها إذا احترم هذه الحقيقة.
يعرف كل من يعمل في المجال السياسي، أن العمل السياسي مشروط بظروفه التاريخية، وأهم حقائق الظروف التاريخية للوضع في سورية هو ما حققته سورية بقيادة الرئيس الأسد في إطار القضاء على الإرهاب في معظم المناطق السورية، وما أنجزته الحكومة السورية من استمرارية عمل المؤسسات وتلبية حاجات المواطنين، الأمر الذي يبرز حقيقة أن سورية بقيادة الرئيس الأسد، هي القوة القادرة على قهر الإرهاب من جهة، وعلى تحقيق الارتقاء السياسي ومحاربة الفساد من جهة أخرى. وهذا ما يضع هذه الشرعية جوهراً للسيادة السورية في كل تفاصيل العمل السياسي الذي يريده بدرسون.
الوضع العسكري والسياسي في سورية تجاوز بيان «جنيف» والكثير من تفاصيل القرار /2254/ وهذا ما أدى إلى مسار «أستانة» وخطة النقاط الثماني وتفاهمات بوتين- بومبيو.. لذلك، فإن فكرة مؤتمر واسع لاستعادة مسار «جنيف» ليست مضيعة للوقت فقط، بل تجاهلاً للحقائق الحاكمة في المسار السياسي.
إن على بدرسون أن يحترم الحقائق السورية ويستمع للسوريين إن أراد النجاح في مهمته.. فهل يفعل؟.
The post هل ينجح (بدرسون) في معالجة الفشل المتراكم؟ appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.