لا يمكن مهما تغيرت السياسات الدولية والمصالح الانتخابية أن تلغي العلاقات التاريخية والمدعومة بمصالح استراتيجية بين الدول المتجاورة واستبدالها بأوهام يبيعها الغرب الأطلسي، فقد شكلت الخطوة الأخيرة لروسيا وأوكرانيا بتبادل المعتقلين بداية لسقوط آخر لسياسات أطلسية حاولت زرع سكين في الخاصرة الروسية، باتفاق بين رئيسي البلدين على استئناف الحوار ووقف النزاع في دونباس، ما سحب البساط من حلف «ناتو» الهادف لتجييش كييف ضد موسكو.
محاولة «ناتو» لصنع عدو أوكراني ضد روسيا مصيرها الفشل لأسباب، أولها: تتعلق بعلاقة البلدين الخاضعة لتاريخ مشترك ومصالح متشابكة، وثانيها: نية«ناتو» المكشوفة والهادفة لزج كييف وحيدة في صراع طويل مع موسكو بغاية استنزاف أصل الاتحاد السوفييتي، روسيا وأوكرانيا، وأيضاً لا يمكن تجاهل خسائر كييف من تنفيذها لسياسات الغرب وبخاصة في السياسة الدولية وأيضاً لفوائد الغاز الروسي العابر منها إلى أوروبا مع بدائل متاحة عبر الشمال «بحر البلطيق» أو عبر تركيا إلى أوروبا، فكييف علمت أنها مهما فعلت فلن تكون جزءاً من «ناتو».
لقد عمل الغرب الأطلسي على التضييق على روسيا من خلال صنع حلقات متتالية من الأعداء لخنق روسيا من محاربة الدول الصديقة لروسيا في قارات العالم وإيجاد أنظمة بديلة معادية لموسكو، إلى تطويقها بجماعات إرهابية في أفغانستان والشيشان، إلى صنع أعداء لها من حلفائها القدماء في الاتحاد السوفييتي السابق لإيجاد خواصر رخوة يستطيع الغرب من خلالها النفاذ إلى روسيا من جورجيا وأوكرانيا، فرغم تفكك حلف «وارسو» لم يفكك بالمقابل حلف «ناتو»، فالعداء مستمر تجاه القلب السوفييتي «روسيا» رغم ما تبديه الأخيرة من جدية للحوار مع الغرب.
انتصارات مهمة حققتها روسيا على سياسة العزل الغربية، بكسرها لسياسة اختراق روسيا من الخواصر الرخوة، التي أريد لها أن تكون منطلقاً للاعتداء عليها، كما حققت انتصارات مهمة من خلال الدبلوماسية الهادئة ومن نتيجتها، إقرار الدول المهمة في أوروبا، ألمانيا- إيطاليا- فرنسا، بأهمية الحوار مع روسيا بعد تعرض أوروبا لخسائر كبيرة جراء العقوبات الأمريكية على روسيا، لكن ذلك لا يمنحها القرار الكافي للتمرد على الأوامر الأمريكية، ويكفي الإشارة للحديث الفرنسي عن إشراك روسيا في هندسة الأمن الأوروبي واكتشاف الدول الثلاثة مؤخراً أن روسيا أوروبية!.
الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هو البداية لكسر السكين التي أراد الغرب زرعها في خاصرة روسيا الغربية.
The post سقوط الخواصر الرخوة لروسيا appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.