أمام بروشور مسابقة أفضل قصة واقعية قصيرة التي اتخذت من «هذي حكايتي» عنواناً لها والتي أطلقتها مؤسسة وثيقة وطن، وقفت إيناس الطالبة في قسم اللغة العربية سنة رابعة طويلاً، وما إن بدأت بقراءة شروط المسابقة التي تطلب أن تكون القصة حقيقية، حتى استعادت شريط ذكريات مؤلماً يحمل بين صوره الكثير من المرارة والمعاناة لمحطات ليلة خروجها مع عائلتها من مدينة عدرا، وقررت أن تكون إحدى المشاركات في مسابقة «هذي حكايتي» التي فتحت أبواب الاشتراك فيها لكل السوريين المقيمين والمغتربين بدءاً من عمر عشر سنوات وحتى الثمانين سنة، وذلك حسبما أوضح إياس زغيب -المسؤول الإعلامي في مؤسسة وثيقة وطن الذي تحدث لـ «تشرين» عن حيثيات المسابقة وهدف المؤسسة من إطلاقها.
التحكيم وفق معايير معتمدة
يقول زغيب: في خطوة لتوثيق مجريات التاريخ ضمن نطاق الأزمة وخارجها قامت مؤسسة وثيقة وطن بدعوة السوريين لكتابة قصة واقعية قصيرة شهدوا أحداثها بأنفسهم تحمل قيماً إنسانية أو معاني ومواعظ، وذلك بهدف اطلاع الناس عليها ومشاركتهم لها من خلال قراءتها أو سماعها، والوصول إلى أكبر كم من المعلومات التي حدثت في حياة المشاركين لتوثيقها فتكون بمجمل تفاصيلها تاريخاً موجوداً بين أيدينا تمكن الاستفادة منه في الأفلام والوثائقيات والمراجع والمناهج، وعن آلية وشروط المسابقة أشار المسؤول الإعلامي إلى أن القصة يجب ألا تتجاوز الـ 1000 كلمة ومكتوبة باللغة العربية، وأن تكون أحداثها حقيقية وليست من نسج الخيال، مبينة أماكنها وتواريخ وقوعها، كما لفت إلى أنه سيتم استبعاد القصص المنشورة أو المنقولة من أشخاص أو مصادر أخرى، أو تلك التي تكون فيها إساءة أو إخلال بالقانون أو الآداب العامة، مضيفاً: إن جميع القصص المشاركة في المسابقة التي ستغلق أبوابها في 22 من الشهر الحالي سوف تخضع للتحكيم وفق معايير معتمدة من قبل لجان التحكيم لدى مؤسسة وثيقة وطن التي ستقوم بإعلان جائزة أفضل قصة واقعية قصيرة في احتفال تكريمي يمنح فيه الفائزون مكافآت مادية تصنف في ثلاث فئات الذهبية الفضية والبرونزية وفق الفئات العمرية لأصحاب القصص الفائزة التي ستعمل المؤسسة على إدراجها في بحوثها ونشر محتواها.
تعنى بحفظ ذاكرة الماضي
تجدر الإشارة إلى أن وثيقة وطن وفقاً لـ «زغيب» مؤسسة معرفية بحثية غير حكومية وغير ربحية أسست عام 2016 في دمشق، وهي تعنى بحفظ ذاكرة الماضي في مناحي الحياة المختلفة وتوثيقها وفق مقاربة التأريخ الشفوي وتعمل على إعداد أرشيف من الشهادات والروايات المسجلة المأخوذة مباشرة من أفواه أصحابها الذين عاشوا الواقعة نفسها وتتعاون مع باحثين مختصين في تحليل المعلومات لكتابة التاريخ بشكل علمي وموضوعي، أما التأريخ الشفوي فيمكن تعريفه بطريقة مبسطة على أنه تجميع معلومات يذكرها أناس شهدوا واختبروا أحداثها ووقائعها بأنفسهم في الماضي وتمر عمليات التأريخ الشفوي في مراحل متعددة تبدأ بتسجيل ثم تدوين حديث الأشخاص الذين يروون الوقائع اعتماداً على ذكرياتهم وعلى ما لديهم من وثائق إن توافرت ثم تنتقل إلى التحليل والبحث وصولاً إلى استعادة بناء ملامح التاريخ وتفاصيله وتخضع تلك المراحل لمعايير عديدة وتوجد في مناهجها عدة مدارس أكاديمية.
The post «هذي حكايتي» خطوة لتوثيق مجريات الأحداث ضمن الأزمة وخارجها appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.