الاحتراف والمسابقات والاستراتيجيات والمنتخبات ورفع الحظر لسلتنا ستكون المحور الأساس المعد للنقاش في المؤتمر العام لكرة السلة السورية، حيث تترقب الأوساط الرياضية عامة والسلوية خاصة انعقاده بعد غد الإثنين ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تحتاج فيه سلتنا أن تكون كوادرها يداً بيد لأن الحال لا يبشر بالخير في حال بقيت الأمور على حالها الذي لا يمكن وصفه إلا بالمتهالك ويزداد يوماً بعد يوم تهالكاً في ظل التراجع الكبير والمخيف للعبة الشعبية الثانية على جميع المستويات ولاسيما المنتخبات الوطنية بكل فئاتها التي شاركت في العديد من البطولات ولم تحقق النتائج المأمولة لا بل أخفقت وسقطت سقوطاً ذريعاً وتعرضت لخسارات بفوارق رقمية خيالية وكبيرة وكان ذلك صدمة لمحبي ومشجعي اللعبة.
واليوم هناك أحاديث كثيرة تدور في أوساط اللعبة بأن المحاور تتركز حول شجون وهموم اللعبة وأمام الجميع مسؤولية كبيرة في ظل التراجع الكبير التي آلت إليه سلتنا في السنوات الأخيرة ولدى البعض الحماسة والإرادة الحقيقية في انتشالها من حافة الهاوية والعمل على النهوض بها من جديد وتطويرها والوصول بها إلى بر الأمان.
لذلك يجب على كوادر اللعبة أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية الملقاة على عاتقهم كل حسب مكانه وإمكاناته بتحديد برنامج عمل واضح ووضع خطط ممنهجة تسهم في انتشال السلة السورية المتخبطة، بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة، قبل فوات الأوان، لذلك تتجه الأنظار نحو المؤتمر السنوي لكرة السلة، ولكن ماذا ينتظر المؤتمرون من مؤتمرهم؟ والأهم ماذا ينتظر عشاق كرة السلة السورية ومحبوها من ذلك المؤتمر الذي يعد المحطة السنوية المهمة في شؤون وشجون سلتنا من احتراف وحكام ولوائح وخطط تستوجب البحث فيها، ولكن هل تحسم الأمور خلال الجلسة المخصصة لذلك؟.
الجميع يعرف أن اتحاد كرة السلة معروف باهتمامه بالتقرير العام للمؤتمر وتضمينه كل القضايا والمسائل والتعديلات.
«تشرين» استطلعت آراء أهل الاختصاص وبعض الكوادر بشأن المؤتمر.. فماذا قالوا؟
دوري «ختايرة»
البداية كانت مع المدربة الوطنية ريم الصباغ التي عبرت عن أسفها لما آلت إليه السلة السورية في السنوات الماضية بقولها: مع كل أسف شهدت سلتنا تراجعاً غير متوقع، ولهذا تحتاج تعاون الجميع والعمل على تطويرها وإعادتها للسكة الصحيحة فهي تحتاج تطوير الفئات العمرية حيث يكون نظام الدوري ذهاباً وإياباً وبذلك يكون الاحتكاك بين الفرق على مدار العام، كما تجب إعادة اللاعب الأجنبي إلى المسابقات المحلية حتى يتطور المستوى الفني للفرق وتصبح أغلب الفرق متكافئة لأنه سيتم اعتماد لاعبين اثنين تحت سن الـ24، إضافة للأجنبي ويصبح لأي فريق الحق في المنافسة على بطولة الدوري وتصبح المباريات أكثر متعة وإثارة للجمهور ووضع روزنامة ثابتة ومحددة للدوري، وفيما يتعلق بالمنتخب الوطني هناك فارق بين سلتنا وسلة الدول المجاورة بالنسبة لفئة الرجال لأنه لا يوجد لاعبون على مستوى عال وأغلبهم أعمارهم فوق الـ ٣٥سنة وهذه ظاهرة خطرة.. وعلى اتحاد كرة السلة أن يحدد لكل فريق ويلزمه بلاعبين اثنين فوق ٣٢سنة عوضاً عن لاعبين تحت الـ٢٤سنة وإلى الآن يضم الدوري لاعبين أعمارهم ٤٠سنة والمشكلة أن اتحاد السلة يطور المنتخب بناء على واقع الأندية وإذا كانت هذه الأندية عقيمة فكيف تمكن مواجهة هذه الظاهرة؟
وعندما نشاهد دوري «ختايرة» فهذا ينعكس على المنتخب بكل تأكيد
مشروع كامل
بينما رأى الحكم الدولي باسم بدران أن هناك غياباً كاملاً للتفكير الاستراتيجي ولايوجد أي شخص لديه القدرة على تحمل المسؤولية لأمور كثيرة خارجة عن الإرادة أحياناً لذلك يجب في هذه المرحلة الوعي والعلم والتخطيط وعلى أي رئيس اتحاد قادم أن يقدم مشروعه بشكل واضح وكامل منذ بداية انتخابه وحتى نهاية عمله في الاتحاد ويحدد نقاط العمل التي لديه مثل الوصول إلى كأس آسيا والعالم وإعداد منتخب من الناشئين والشباب ومن ثم العمل على محاسبته في حال عدم نجاح مشروعه، وفي المقابل عليه في حال فشل بذلك التنازل وتقديم استقالته من عمله والاعتراف بالفشل وترك المجال لغيره.
وتابع بدران: رياضتنا تحتاج التخطيط العلمي الممنهج وقادة رياضيين قادرين على العمل في كل الظروف للنهوض بها ووضع روزنامة محددة للمسابقات حيث لاتتعارض مع مشاركة منتخباتنا الوطنية، على أعضاء اتحاد اللعبة الجديد وضع خطة، كل حسب مكانه وموقعه، وأن تكون لديهم ورقة عمل واضحة تتمشى مع الواقع الذي نعيشه وتتضافر كل الجهود لذلك ومن لاتوجد لديه الخطط لتطوير اللعبة فعليه الابتعاد عنها نهائياً، وعليه أن يبقى في بيته وترك المجال لغيره لأن كرة السلة تحتاج الصدق والإخلاص ويجب خدمتها بكل أمانة بعيداً عن التحالفات الشخصية المبنية على المصالح الضيقة وتبادل المنافع والمكاسب وهذا تدمير ممنهج لسلتنا وعند انتهاء المنفعة تتضارب المصالح ويظهر الخلاف والاختلاف، وكل ذلك ينعكس سلباً عليها لذلك يجب التشديد في تطبيق الأنظمة والقوانين وفق أسس ومعايير صحيحة وعلى جميع الكوادر التفكير في التطوير ويتم التنازل عن المكتسبات والمصالح وترك المجال للغير ممن يريد أن يعمل لأن هناك وجوهاً جديرة بالعمل وهمها الوحيد أولاً وأخيراً لأنه عندما يكون المنتخب الوطني قوياً فذلك ينعكس إيجاباً على الأندية.
وضرب بدران مثلاً بالقول: ما الفائدة من فوز نادي الجيش أو الاتحاد في بطولة الدوري عشرات المرات ومنتخبنا الوطني عاجز ولايستطيع الفوز اليوم على منتخب فلسطين؟
لذلك كل شخص له علاقة وانتماء بأي ناد وله مصلحة شخصية ولم يتنازل عن مكتسباته يجب إبعاده عن اللعبة نهائياً.
تحتاج أنظمة
من جهته، أكد المدرب الوطني هيثم جميل الاهتمام بالفئات العمرية وإيجاد الخطط الاستراتيجية لتطويرها من الناحية الفنية وزيادة عدد المباريات التي تجبر الأندية على المشاركة في كل الفئات، كما يجب وضع برنامج من المكتب التنفيذي لصيانة الملاعب والصالات المخصصة للتدريب ووضع خطة على المدى المتوسط لبناء وتشييد صالات جديدة تغطي الزيادة في عدد الممارسين للعبة وأن يكون من سبيل لتجميع عدد من اللاعبين في إحدى المدن وتدريبهم على مدار العام وتحمل نفقاتهم الدراسية ومتابعة تغطية حياتهم اليومية والاجتماعية ومشاركة هذا الفريق ضمن الدوري.
وأضاف جميل : اللعبة تحتاج أنظمة وقوانين تلزم الأندية بالاهتمام بالقواعد ومدربيها وخاصة من النواحي المادية وخلق واقع من خلال جوائز تحفيزية للمدربين الذين يحققون نتائج نهاية الموسم والاستمرار في نظام اللعب بطريقة الدفاع رجل لرجل من أجل رفع المستوى الفني الهجومي والدفاعي.
مستوى هزيل
وأشار لاعب المنتخب الوطني محي الدين قصبللي إلى أن السلة السورية تعيش حالة من الضياع والتخبط وهي على مفترق طرق وخاصة هذا الموسم، وهناك فرصة كبيرة في ظل عودة الأندية والراعين للعبة ولهذا يجب على اتحاد كرة السلة ألا يقوض عمل الداعمين الجدد والتعاون معهم من أجل عودة كرة السلة إلى ألقها وبريقها الذي خبا منذ سنوات وكذلك يجب إلغاء قانون الأعمار لأنه لوحظ خلال الموسم الحالي أن مستوى الدوري كان ضعيفاً وهزيلاً جداً قبل مرحلة «الفاينال فور» والدليل أن بعض الفرق الصغيرة فازت على الفرق الكبيرة فهذا انعكس سلباً على اللاعبين وخاصة الصغار بالسن منهم لأنه لايوجد الدافع لتطوير أنفسهم لأنهم ضمنوا مكانهم ضمن الفريق وعند الدخول في مرحلة «الفاينال» لاحظ الجميع كيف ارتفع المستوى العام للفرق المتأهلة لهذه المرحلة، وهذا دليل على عدم نجاح الخطة الموضوعة من اتحاد كرة السلة.
وأضاف قصبللي يجب وضع خطة من الاتحاد الرياضي العام لإصلاح وصيانة الصالات ودعمها بكل التجهيزات الحديثة التي تفتقدها الصالات السورية لأن وضعها الحالي معيب جداً ولايسر الخاطر كما يجب البحث عن راعين للدوري ونقل مبارياته تلفزيونياً مع إحداث برنامج خاص عن كرة السلة حتى تعود شعبيتها تدريجياً كما كان النقل التلفزيوني في عام ٢٠١٠.
الحضور الفعال
بدوره شدد هلال الدجاني -مدرب منتخب السيدات على أهمية الحضور الجدي لأهل الاختصاص والغيورين على اللعبة وطرح أفكار جديدة ودعم جوانب متعددة من وسائل التطوير، أولها الحالة المادية الضعيفة لمعظم الأندية والبنية التحتية للعبة من صالات مناسبة وتجهيزات فنية، إضافة لوضع نظام دوري فعال لها بما يضمن عدداً كافياً من المباريات المتقاربة بالمستوى، إضافة لتوفير الدعم الحقيقي للمنتخبات الوطنية خاصة للرجال والسيدات المشاركة في الاستحقاقات المختلفة.
تسويق الدوري
بينما أوضح لاعب المنتخب الوطني توفيق صالح أن كرة السلة تحتاج نهضة حقيقية وشاملة لأنها تعيش حالة من التشتت والمشكلات، ولذلك يجب العمل لتطويرها والنهوض بها من حالة السبات التي وصلت إليها كما تجب عودة المدرب واللاعب الأجنبي للمسابقات المحلية لأنهما يساعدان على التطوير من خلال الاحتكاك مع مدارس سلوية مختلفة وعودة اللاعبين والمدربين المغتربين وتقليص عدد اللاعبين تحت سن الـ٢٤ في الملعب إلى لاعب واحد وإعطاء الفرصة للاعب الأجدر بغض النظر عن العمر وتشجيع المستثمرين ووجود راع رسمي أو «سبونسر» للدوري ما يعود بالنفع على اللعبة ويوفر لها الدعم المادي الحقيقي أسوة بالدوري اللبناني ونقل المباريات تلفزيونياً كما جرى في نهاية هذا الموسم، والتنسيق مع المكتب التنفيذي والأندية ومديريات التربية لصيانة الصالات وتجهيزها بأحدث المستلزمات لكونها عاملاً مهماً في سير اللعبة بالطريقة المثالية لأن الصالات في وضعها الحالي تشعر اللاعب السوري بأنه يلعب في دوري حارات.
وأضاف صالح: العمل على زيادة المراكز التدريبية في كل المحافظات وإلزام الأندية على إحداث لجنة لكشف المواهب والخامات وتكون وظيفتها السفر والبحث عن اللاعبين ذات الأطوال وضمها لعائلة كرة السلة ودعوة مدربين عالميين لإقامة دورات تدريبية وكذلك العمل على رفع الحظر عن الملاعب السورية أسوة بالعراق والعودة لاستضافة البطولات العربية والدولية.
احتراف الحكام
بينما اكتفى ماهر أبو هيلانة عضو اتحاد كرة السلة ورئيس لجنة الحكام الرئيسة بالقول: لدينا الكثير من الأفكار والآراء سنطرحها في المؤتمر يأتي في مقدمتها العمل على احتراف الحكام أسوة باللاعبين والمدربين والكوادر، وكذلك المطالبة بزيادة أجورهم بما يتناسب مع الوضع المعيشي الحالي.
غير فني
وختام حديثنا كان مع شيخ المدربين المدرب الوطني الخبير راتب الشيخ نجيب الذي عودنا دائماً على التحدث بكل موضوعية وجرأة بعيداً عن أي مصلحة شخصية حيث قال: حقيقة الأمر بأن الموضوع سهل جداً لعقلية منفتحة ومتعاونة تبحث عن أفضل الطرق لتطوير اللعبة ونحن نملك العنصر البشري، ولكن هناك من يعمل فقط لينال إعجاب وإرضاء القيادة الرياضية بإقامة عدد من المباريات، فهذا يعني بأنهم يعملون بجد وجهد وللأسف جميع المسابقات بشكلها الحالي أثبتت ولأكثر من خمس سنوات فشلها وعدم ظهور أي تطور، ومع ذلك مازلنا بآلية العمل نفسها والمعطيات، ومن المستغرب جداً أنهم بعد عدة سنوات الآن يفكرون بتشكيل منتخب وطني أولمبي شاب، علماً بأننا طالبنا بذلك منذ سنوات ولم يستجيبوا؟
والمستغرب أكثر بأنه تم بالموسم الماضي طرح إقامة مسابقة تحت ٢٢سنة لإتاحة الفرصة للاعبين المبرزين الذين لم تسعفهم حظوظهم وزحمة فرق الرجال بأخذ فرصتهم وقوبل المقترح بالرفض وبقدرة قادر يحاولون الآن تشكيل منتخب أولمبي شاب والمستغرب كيف لايوافقون على إقرارمسابقة لتلك المواليد لأن جميع من في اتحاد اللعبة غير فني متخصص ولا توجد خبرات ميدانية حقيقية.
لذلك نقول كفى مؤتمرات، لعبة وانتخابات خلبية أثبتت فشلها وإرضاء أندية ومحافظات وأقترح إلغاء الاحتراف والبقاء ضمن الرياضة الجماهيرية التي أصبحت بمتاحف الدول التي كانت تمارسها والعمل كما تعمل دول الجوار تماماً أو إراحة الإعلام والأقلام من النقد الذي لاينفع ولايثمر مع تلك المنهجية والعقلية تحت مظلة ماتم ذكره.
وتابع الشيخ نجيب يقول: بالمناسبة أنا لا أحضر مؤتمرات لأنني أعرف تماماً وسلفاً بأن حضورنا ماهو إلا لنستمع إلى ما أقروه ولذلك نؤكد للجميع أهمية انعقاد المؤتمر بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة وتغليب المصلحة العليا للسلة السورية والمنتخبات الوطنية وتجاوز المشكلات الحالية التي لم تكن مستغربة، مضيفاً: إن المرحلة صعبة وتحتاج أشخاصاً يملكون القدرة لتطوير اللعبة ويجب إدخال تعديلات على المسابقات واللوائح وتطبيق الأنظمة كما يجب الابتعاد عن الأحكام الجاهزة والمصالح الضيقة وتحديداً إدارات الأندية وعدم الانصياع للإملاءات التي لن تحقق المراد ويجب الاهتمام والتركيز على نظام المسابقات ونوعية المباريات وعددها وزيادة الاحتكاك وعلى اللاعبين الشباب والصغار لتكون الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية بكل فئاتها وإيجاد شكل مناسب يخدم اللاعبين فنياً وبدنياً، كما تجب إعادة شكل الاحتراف بحماية اللاعب المحلي وتأمين كل مستلزماته من لباس ورعاية صحية وكذلك يجب أن يكون هناك عدالة بدعم الأندية وعدم محاباة أي نادٍ لأن ليس من مصلحة اللعبة أن يكون التنافس بين ناديين أو ثلاثة المدعومة طبعاً وهذا الكلام في حد ذاته هو هدر للأموال ولم يصل الى مستوى متطور للعبة الشعبية الثانية.
ولفت الشيخ نجيب إلى أهمية إيجاد البنية التحتية، وفي مقدمتها الملاعب والصالات لأنها أهم من المدرب واللاعب وخاصة في المحافظات التي تمارس كرة السلة وتحتاج أدوات وتجهيزات مساعدة ووسائل تطوير حديثة.
The post المرحلة القادمة صعبة وسلتنا تعيش حالة ضياع وتخبط appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين


Note: Only a member of this blog may post a comment.