تعد دار الكتب الوطنية في حلب التي تقع في وسط المدينة بمنطقة باب الفرج، من أهم وأشهر المعالم والصروح العلمية والثقافية والأدبية التي تفتخر بها حلب، صدر قرار بتشييدها من حكومة دمشق في العام 1924، باسم مكتبة فرع المجمع العلمي العربي؛ وزودت في ذلك الوقت بأمات الكتب القيمة والنادرة لتكون نواة لهذه المكتبة التي كان تأسيسها الأول في دائرة الأوقاف الإسلامية، آنذاك، في منطقة خان الجمرك، حيث كلف كل من الشيخ كامل الغزي والقس مينش بهذه المهمة. وفي العام 1937، وضع حجر الأساس لهذه الدار في مكانها الحالي بمنطقة باب الفرج، وسط المدينة، واكتمل البناء في العام 1939، ولكنه لم يفتتح بشكل رسمي حتى العام 1945. ضمت المكتبة عند افتتاحها ما يقارب ستة آلاف كتاب، أما بما يخص التخطيط الهندسي والمعماري لها، فقد احتلت مساحة تبلغ نحو 600 متر بطابقين: سفلي ويضم مسرحاً للمحاضرات والفعاليات والأمسيات الأدبية والشعرية، وطابق علوي يشمل قاعة مطالعة عامة وقاعة دراسات وأبحاث ومخازن الكتب وقاعة للمحاضرات والندوات. وتضم الدار حالياً كنوزاً علمية، وتحوي مئة ألف كتاب، ثلثان منها باللغة العربية، وثلث باللغات الأجنبية الأخرى لمختلف العلوم الدينية والدنيوية والتاريخية والأثرية والفلسفية وعلوم الكون والطب والفلك، إضافة إلى ثروة نادرة من الصحف والمجلات السورية والعربية. ولهذه المكتبة أهمية خاصة، فبالرغم من صغر حجمها مقارنة مع المكتبات العربية والعالمية الأخرى، فهي تضم أندر الكتب القديمة وأهمها، وتستقبل الباحثين وطلبة الجامعات، وتغذى بشكل دائم بالكتب الجديدة.
The post عين المكان appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.