الرياضة المدرسية في دير الزور تشكل العصب الرئيس للرياضة في المحافظة، لكونها الداعم الحقيقي للألعاب من خلال رفدها بالمواهب والخامات الرياضية التي تبرز في البطولات المدرسية، والتي تتم رعايتها وتنميتها، وهناك أسماء كثيرة كانت بدايتها من الرياضة المدرسية حتى وصلت لاعتلاء منصات التتويج في الكثير من الألعاب، ولكن خلال الفترة الماضية لم تعد الأمور كما كانت في السابق، وعانت الرياضة المدرسية في دير الزور كما عانت الرياضة بشكل عام مجريات الأحداث التي مرت فيها المحافظة بفعل الحصار الذي فرضته المجموعات الإرهابية المسلحة على المدينة في وقت مضى، ومع فك الطوق عن المدينة ومن ثم تحرير الأحياء والريف من قبل رجال الجيش العربي السوري بدأت الحياة والنشاط الرياضي المدرسي يعودان إلى سابق عهدهما، لكنهما بقيا في إطار محدود ينتظران الدعم وخاصة التجهيزات الرياضية التي باتت أغلبية المدارس تعاني حالة النقص منها.
وعن واقع الرياضة المدرسية في ديرالزور يقول سامر عبد المجيد العبدالله- رئيس دائرة التربية الرياضية:
«دأبت دائرة التربية الرياضية في مديرية تربية دير الزور وتطبيقاً للتعليمات الوزارية على تفعيل دور الرياضة المدرسية ابتداءً من درس الرياضة الصباحي الذي تم تطبيقه في جميع مدارس المحافظة، مع متابعة تنفيذ دروس التربية الرياضية الهادفة لكل المراحل العمرية وتقييمها من قبل الموجهين التربويين وموجهي الاختصاص، بالرغم من قلة الإمكانات والأدوات المتواضعة، لكون معظم مدارس المحافظة تعاني النقص الشديد نتيجة الحصار الذي فرض على مدينة دير الزور من قبل المجموعات الإرهابية في وقت مضى قبل أن يتم فك الطوق عن المدينة وتحريرها من رجس الإرهاب.
وقد طال التخريب والنهب المدارس والمستودعات كلها التي كانت مملوءة بالأدوات والمستلزمات الرياضية وتعرضت البنى التحتية للرياضة المدرسية للتخريب.
ويضيف العبدالله: «خلال الفترة الماضية شاركت دائرة التربية الرياضية في معظم الدورات المركزية في معظم الألعاب المنهجية لتأهيل الكوادر من مدرسي ومدرسات التربية الرياضية لبناء قاعدة بأساس علمي وعملي قوي، وقد عانينا خلال الفترة الماضية قلة التجهيزات الثابتة والأدوات الرياضية والباحات والملاعب المدرسية التي فقدت جزءاً كبيراً من مساحتها نتيجة وجود الغرف الصفية مسبقة الصنع فيها ونتيجة كثافة عدد التلاميذ في المدارس ما أثر سلباً في سير الرياضة المدرسية وقلة الكوادر التدريبية الاختصاصية.
ودرس التربية الرياضية له دور في بناء القواعد الأساسية من الفئات العمرية الصغيرة ابتداءً من مرحلة التعليم الأساسي والابتدائي لأنها حجر الأساس في البداية الصحيحة لتكوين المنتخبات المدرسية، وهذا ما نحاول معالجته عن طريق المشاركة في الدورات المركزية لإعداد هذه الكوادر».
ويتابع رئيس دائرة التربية الرياضية حديثه بالقول: «كان الهدف الأساس من درس التربية الرياضية في المرحلة السابقة هي الحالة النفسية والمعنوية والأخلاقية للأطفال لتجاوز المرحلة الماضية، وإدخال حالة الفرح والسرور لنفوسهم وعودتهم لدورهم في رفد المنتخبات في المحافظة، ورعاية مواهبهم وتنميتها وتنمية الحس الإبداعي وتحفيزه واختيار المواهب والخامات لرفد الرياضة بشكل عام من خلال المدارس، ودعمها بالتجهيزات والأدوات المساعدة التي يعتمد جزء كبير منها على حصة النشاط الرياضي للمدرسة ولدائرة التربية الرياضية.
وبكل ما سبق ذكره يبقى حال مدارس مركز مدينة دير الزور أفضل نوعاً من حال مدارس الريف المحرر لافتقادها البنى التحتية الأساسية لدرس التربية الرياضية بسبب التخريب الذي تعرضت له.
وبعد تحرير الريف وضعت دائرة التربية الرياضية إمكاناتها المتواضعة الموجودة على أرض الواقع لتفعيل درس الرياضة المدرسية بالتوازي مع تفعيل المراكز التدريبية في الألعاب المنهجية في مركز المدينة عن طريق القيام بالبطولات الداخلية على مستوى المدارس، وعلى مستوى المحافظة في كل الألعاب واستنفار الجهود لمدربي المراكز الاختصاصيين في ألعاب القوى وكرة اليد وكرة القدم والجمباز والشطرنج والكرة الطائرة وكرة السلة، والطاولة مع إدراج مركز محدث لكرة القدم الأنثوية».
ويضيف العبدالله قائلاً: «بذلت الدائرة جهدها لعودة منظومة العمل والتشاركية مع المنظمات وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في دير الزور، الشريك الفعلي في العمل الرياضي لكون الرياضة المدرسية أساساً للرياضة في المحافظة، ولكون العلاقة مكملة لبعضها لإنجاح العمل للطرفين برغم اصطدامها ببعض المنغصات والعقبات، وذلك لقلة وضعف الإمكانات لديهم، ولأن طالهم ما طال بقية المنشآت من تخريب وتدمير ونهب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
ونسعى للعمل معاً لتنشيط جميع الألعاب ورفدها بالخامات الرياضية التي تبرز من خلال البطولات المدرسية في جميع الألعاب المنهجية والفردية والجماعية، وإشراك اللجنة التنفيذية فيها ضمن جدول زمني منظم على مدار العام الدراسي والعطلة الصيفية لانتقاء المواهب الرياضية ورعايتها في المراكز التدريبية المدرسية، وتجهيز المنتخبات المدرسية للمشاركة في البطولات المركزية».
ويختم العبدالله حديثه: «ندرك أن حجم العمل الملقى على عاتقنا كبير لكننا نعمل ضمن الإمكانات المتاحة لتفعيل الرياضة المدرسية في المحافظة لتعود إلى مكانها الطبيعي.
The post صعوبات تواجه الرياضة المدرسية في دير الزور قلة في التجهيزات والكوادر التخصصية.. والملاعب فقدت جزءاً من مساحتها appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.