أشاعت الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية حالة من الارتياح لدى مزارعي الزيتون في محافظة درعا الذين استبشرواً بها خيراً نظراً لتزامنها مع موسم القطاف وأهميتها في غسل ثمار الزيتون وتخليصه من الغبار والأتربة وبعض الحشرات الضارة.
وبدأ المزارعون بتوريد إنتاجهم إلى معاصر الزيتون المنتشرة في مناطق المحافظة التي بدأت باستقبال المحصول منذ منتصف شهر تشرين أول الجاري، وسط تقديرات بوصول إنتاج المحافظة إلى 26 ألف طن زيتون وثلاثة آلاف طن زيت، بزيادة طفيفة عن موسم العام الماضي (23 ألف طن زيتون و2,8 طن زيت ) ولكن بتراجع كبير عن الإنتاج الذي كان يصل في المواسم التي سبقت الحرب – قبل عام 2011 – إلى 75 ألف طن من الزيتون و10 أطنان من الزيت، وذلك نتيجة خروج أكثر من مليون شجرة عن الإنتاج من أصل ستة ملايين شجرة كانت منتجة قبل ليصل حالياً إلى أقل من خمسة ملايين شجرة. وبين المهندس عبد الوحيد العوض – مدير صناعة درعا أن عدد معاصر الزيتون في المحافظة يبلغ 24 معصرة من أصل 42 معصرة كانت موجودة قبل الحرب، إذ خرجت 18 معصرة من الخدمة بسب أعمال النهب والتخريب التي تعرضت لها، لافتاً إلى أن العديد من المعاصر الموجودة مجهزة بأحدث الخطوط الأوتوماتيكية التي تعمل بمبدأ الطرد المركزي، وبطاقة إنتاجية تتراوح بين 50 – 150 طناً يومياً حسب حجم المعصرة وعدد خطوط الإنتاج فيها، وهي – أي المعاصر- موزعة توزيعاً جغرافياً مناسباً بحيث تغطي كل أرجاء المحافظة وخصوصاً في المناطق التي تكثر فيها زراعة الزيتون.
وأشار العوض إلى أنه جرى و-بقرار من المكتب التنفيذي في المحافظة- تحديد سعر عصر الكيلو الواحد من الزيتون بـ20 ليرة للكميات التي تقل عن 500 كيلو، و17 ليرة للكميات التي تزيد على ذلك، كما تقوم لجنة المحروقات الفرعية في المحافظة بتأمين المحروقات لهذه المعاصر بواقع 4000 ليتر شهرياً لكل خط إنتاج ضمن المعصرة الواحدة، مبيناً أنه جرى تشكيل لجنة من المحافظة ومديريات التموين والصناعة والزراعة واتحاد الحرفيين مهمتها القيام بجولات على معاصر الزيتون ومراقبة عملها من حيث جودة المنتج وتصريف مخلفات العصر بطرق سليمة إضافة إلى التأكد من التزام أصحاب المعاصر بالأسعار المحددة.
بدوره أوضح رئيس غرفة زراعة درعا – المهندس جمال مسالمة أن الأسعار التي جرى تحديدها مجدية لأصحاب المعاصر على عكس ما يتوقعه البعض، فصاحب المعصرة مستفيد على كل الحالات، فإضافة إلى السعر الذي يتقاضاه من العصر يستفيد لاحقاً من مادة التفل التي يخلفها العصر والذي يباع الطن الواحد منه بعد تجفيفه بـ50 ألف ليرة وذلك لزوم التدفئة واستخدامه بديلاً عن المحروقات لبعض المعامل التي تعمل بالحراقات، فضلاً عن استخدامات التفل الأخرى التي بدأت تلقى رواجاً في صناعة الأسمدة والأعلاف بعد إعادة تدويرها.
وأكد مسالمة ضرورة تشديد الرقابة على هذه المعاصر نظراً لكثرة المشاكل الفنية الحاصلة فيها وفي مقدمتها عدم الالتزام بالنظافة الدورية، فالعمل المتواصل – على حد وصفه – يؤدي إلى تراكم مخلفات العصر على الآلات وهذا يؤدي بالنتيجة إلى ارتفاع نسبة أسيد الزيتون، لافتاً إلى أنه وتحت ضغط العمل لا يلتزم البعض بالمدة المحددة لبقاء الزيتون في العجانة والتي لا تتجاوز ربع ساعة، في الوقت الذي يجب أن يبقى فيها نصف ساعة على الأقل، وللاستعاضة عن ذلك يعمد البعض إلى رفع درجة حرارة تسخين الزيتون أكثر من اللازم وهذا ما يُفقد الزيت خواصه ويرفع من نسبة الأسيد فيه ويؤدي إلى بقاء نسبة من الزيت في المخلفات (التفل) تزيد على 5% في حين أن النسبة العالمية 1% فقط.
ودعا رئيس غرفة الزراعة مزارعي الزيتون إلى اتباع الطرق الصحيحة في القطاف حفاظاً على طرود الأوراق الجديدة وعدم تعرضها للأذى وذلك للتخفيف من ظاهرة المعاومة، إضافة إلى التقيد بالشروط الصحيحة لتخزين مادة الزيت وإبعاده قدر الإمكان عن أشعة الشمس وعن الرطوبة الزائدة ما قد يؤدي إلى فقدان الزيت خواصه.
The post 24 معصرة زيتون تُباشر عملها في درعا appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.