لطالما عودنا السيد الرئيس بشار الأسد مع كل إطلالة له على شعبه أن يفاجئنا بأنه يلم بأدق التفاصيل الحياتية للمواطن والوطن على امتداد ساحاته، وليؤكد مع كل حديث على ما أقسم عليه منذ اللحظات الأولى لخطاب القسم أن يبقى المواطن والإنسان وطبيب العيون الذي وضع الوطن نصب حواسه الخمس وقلبه الذي لايكتفي فقط بتشخيص المرض ومعاينته نظرياً بل يضع النقاط على الحروف وبمبضع الجراح يصف العلاج الملائم …
وبشفافية مطلقة يتحدث عن مرض الفساد الذي تعانيه بعض مؤسسات الدولة وعن تفشيه وبأنه لايمكن أن يستشري إلا بوجود حلقات بين بعض الموظفين من جهة ومتعاملين أياً كانت تسميتهم يستغلون الدولة ويعمدون إلى استنزاف مقدراتها وأموالها على حساب الخزينة العامة، وبشفافية أوضح يوصّف المشكلة بأنها كالخزان المثقوب مهما حاولت أن تختزن فيه من موارد الدولة على قلتها نتيجة الفاتورة الكبيرة التي تدفعها الدولة في محاربة الارهاب تستنزفه ثقوب الفساد ولايكتفي سيادته بالتوصيف وإنما باجتراح الحلول لوقف هذا النزيف من خلال محاصرة مرض الفساد والبيئة التي ينمو وينتعش فيها والمتمثل بقصور القوانين والتشريعات القائمة التي تقبل التأويل والتفسير والتي تجيز – بعض موادها – للقائمين على تنفيذها الاستثناء والتفضيل والمفاضلة وحتى الاحتيال على هذه القوانين من قبل المفسدين وبما يشكل (قانوناً وعرفاً) درج العمل عليه مقابل الاستغلال المادي.
– بلا مجاملات نقول: إن المشرع حين يضع القوانين ويصيغها بعد دراسة مستفيضة بالاستفادة والاستعانة بالخبرات التراكمية ومن القوانين الأخرى المعتمدة لدى بعض الدول ومقاربتها وفق مواد محددة بعينها وقد لاتتجاوز أحياناً في بعض القوانين الخمس وحتى العشر مواد تأتي المادة الأخيرة فيه مثلاً والقاضية بأنه على الجهات المعنية بتنفيذه إصدار التعليمات التنفذية له، وهنا بيت القصيد حيث يكمن الشيطان ويرقد بين سطور الشروحات والتعليمات، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الفائدة من القوانين إذا كانت تحتاج شروحات وتفاسير مطولة ومجلدات وما دور المشرع؟ لماذا لاتكون القوانين شاملة وواضحة وبما لايسمح باستغلالها والنفاذ منها نحو توسيع بيئة الفساد؟
وبلا مجاملات نقول أيضاً: ليس مستغرباً علينا أن يحدد الرئيس الأسد البداية في تجديد القوانين وتحديثها ومن بعض تلك القوانين المتعلقة برئيس الجمهورية وما أجازت له من استثناءات للحد منها, ولمَ لا؟ فهو القائد والمثل والشرف الذي علينا أن نقتدي به.
The post بشفافية مطلقة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.