لن ندخل في الحديث عن الأثر الاقتصادي الكبير الذي ستحدثه زيادة الرواتب والأجور في الأسواق، فهذا متروك للاقتصاديين والخبراء، لكننا سوف نتحدث بلسان الناس، وبلا مقدمات أو مجاملات. فالجميع يدعون ويشددون على ضرورة الحفاظ على هذه الخطوة وتالياً البسمة التي ارتسمت على وجوه الملايين, نعم لقد رسمت الزيادة البسمة على الوجوه، وهذا ليس مبالغة، فقد جاءت بعد سنوات من الترقب والانتظار، فعدد الموظفين والمتقاعدين المستفيدين يتجاوز المليونين، منهم أكثر من مليون ونصف المليون موظف وما يزيد على 550 ألف متقاعد، وهؤلاء جميعهم أضيف إلى رواتبهم بين 15-20 ألفاً، وهذا أمر مهم، ومن شأنه أن يضخ مبالغ كبيرة في الأسواق.
الخطوة التالية المطلوبة التي قد تكون بأهمية الزيادة، تكمن بالضرب بيد من حديد ومن دون تهاون على رؤوس ثلاثي: الاحتكار، التهريب والجشع ,هذه «البلاليع» الثلاث كفيلة بتبديد قيمة الزيادة، كما أكلت سابقاً قيمة الليرة وأوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. مسار محاربة هذه «البلاليع» لو قيض له أن يمشي ولو بخطوات بطيئة ومـتأنية، من شأنه أن يشكل حلاً مضموناً وغير مكلف، وقد لا تكون له آثار جانبية بالنظر إلى أن المستفيدين من ورائه كثر، بينما المتضررون قلائل، وهذا بالتأكيد سوف يعزز قيمة الزيادة وينعش الحركة في الأسواق. ولكيلا نغرق في التفاؤل ونركن إلى الهدوء، فلابد من التأكيد أن أية جهود رسمية أو رقابية، لن يكتب لها النجاح المأمول والوصول إلى الخواتيم السعيدة، إذا لم تترافق مع جهود أهلية وشعبية حقيقية، فمبقدار البسمة الشعبية من جراء الزيادة، ثمة جبهة عريضة ومتعددة الجوانب فتحت مع تجار جشعين لهم في الأرض جذور راسخة واستطالات، كلها تفتح فمها، تريد أن تأكل الأخضر واليابس. ولمن يسأل كيف يمكن المجابهة، بإعلاء الصوت عند وجود رفع في الأسعار والشكوى، وترسيخها ثقافة وممارسة يومية، وإذا وجد أحدنا أن الأمر صعب، أو لا يستطيع عمله فليقم بالمقاطعة، وهذا أضعف الإيمان، فضلا عن كونه سلاحاً فعالاً ولا يستطيع التاجر الجشع مجابهته إلا بالرضوخ والبيع بالسعر المنطقي.
The post لكي تكتمل الفرحة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.