لاشك في أن الإعلان عن الاتهامات التي قدمت لنتنياهو ولو أنها ذات جرم جنائي، والقرار قضائي، إلا أن تداعياتها وتفاعلاتها السياسية باتت على مرأى الجميع من حيث الشرخ الذي أحدثته في الداخل الإسرائيلي والانقسام الذي ظهر واضحاً في الشارع بين مؤيد لها ومدافع عن نتنياهو ومعارض ويرفع لواء التنديد بهذا المصير السيئ الذي أنهى حياة نتنياهو على هذا النحو كمتلقٍ للرشوة، وسوء الأمانة والاحتيال. ويبدو طبيعياً أن مصير نتنياهو قد حسم من حيث المبدأ بمحاكمته والسجن، وخاصة أن شخصيات من الليكود تريد إسقاطه لإنقاذ اليمين الصهيوني المتطرف، أو على الأقل لوضع حد لتأخير سقوطه بسيناريوهات باتت على لسان كثيرين على غرار التوصل إلى صفقة ما، والحيلولة دون توسيع شقة الانقسام في الشارع الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي.
لقد بدأت قيادات في الليكود ترفع الصوت على أن البديل عن نتنياهو جاهز وهو ما صرّح به علانية الوزير الليكودي جدعون ساعر، ليس فقط ليخلف نتنياهو، بل وأيضاً لتشكيل حكومة حتى لا يتم الذهاب وللمرّة الثالثة إلى انتخابات للكنيست، بعد أن فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة، ومن بعده بيني غانتس عن لائحة «أزرق أبيض» ولم يتفقا على تشكيل حكومة موسعة تضم هذين التكتلين الكبيرين حتى من دون تحالفات مع الأحزاب الإسرائيلية الصغيرة.
لقد سعى نتنياهو كثيراً وبأساليب عديدة ومختلفة لتأخير صدور قرار كهذا ومارس ألاعيبه التي لم تنجح، وأبرزها العدوان الإسرائيلي الأخير على مواقع في محيط دمشق وكذلك في استهدافه لغزة، اعتقاداً منه أن ذلك يمكن أن يفرض نفسه من جديد كسيد للأمن الإسرائيلي، لكن هذا الاعتقاد تلاشى واتضح أنه مجرد وهم، لأن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية كان قد كشف أنه «سيد الفشل وشل الحياة» في الكيان الصهيوني. ومن هنا ركّز نتنياهو في حديثه عن قرار الاتهام وكرد عليه بأنه يمس مستقبل الأمن الإسرائيلي، وأنه الماركة المسجلة لهذا الأمن، صحيح أن محاكمته قد تطول، لكن كل المؤشرات تذهب إلى أن قراراً سيرغمه على التنحي مادام قد فقد الأهلية كرئيس للحكومة وتحيط به الشبهات والاتهامات.
The post المصير الأكثر سوءاً appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.