تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكرُ فضلها باصدار جديد لمجمع اللغة العربية بدمشق

تاريخ مدينة دمشق من تأليف الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بـ(ابن عساكر) بتحقيق عدنان عمر الخطيب وياسين محمود الخطيب كان من أحدث اصدارات مجمع اللغة العربية بدمشق المجلدة الثالثة والعشرون وتأتي أهمية الكتاب من أهمية المحتوى تاريخ دمشق واعتبار الكاتب ابن عساكر من الأعلام والعلماء والأممة المشهود لهم ..وتحت عنوان تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكرُ فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها_ صدرت الطبعة الأولى المؤرخة بتاريخ 1439هجري – 2018 ميلادي .
إذا كان التاريخ سرداً لماضي الإنسانية، وسجلاًّ لمجرى الحوادث الذي يصنعه الأبطال والشعوب، فإن التاريخ الكبير (تاريخ دمشق) لمحدث الشام ومؤرخها الحافظ ابن عساكر هو النور الساطع واللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ، الذي يؤرخ لأعرق مدينة في التاريخ، بل إنها جنة الأرض، ومدينة العلم والفضل والحضارة.
وهو عبارة عن ثمان مئة جزء في ثمانين مجلداً، وهو كتاب مطول جدًّا سلك فيه المؤلف مسلك المحدثين من ذكر الرواة، وهو على نسق تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب.
والكتاب جمع أكبر عدد من رجال الثقافة الإسلامية وأعلام الحضارة العربية خصوصاً ذوي الشأن منهم، وحتى ترجم لمن كان قبل الإسلام أيضاً.
فهو عندما يؤرخ لمدينة دمشق تخصيصاً لا يقتصر على الجانب التاريخي بل يتعداه إلى جغرافية المدينة لأنه أدرك بحِسّ العالم والمؤرخ أنه لا انفصام بين التاريخ والجغرافيا، فالجغرافيا هي المسرح التي تحدث عليه وقائع التاريخ، وهي من أهم المؤثرات التي تؤثر في الإنسان، وبالتالي في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وكأن الحافظ ابن عساكر أراد أن يؤرخ للعالم العربي والإسلامي على امتداد رقعته الجغرافية شرقاً وغرباً من خلال تلك المشكاة المشعة دمشق الشام، فكان بتاريخه الكبير الموسوعي شيخ المؤرخين ومؤرخ الحفاظ والمحدثين.
ومع كل ما بذل من جهد لإخراج هذه الموسوعة التاريخية إلى الضوء، هناك تقصير كبير من قِبَل العلماء والمحققين والباحثين تجاه هذا الكتاب الجليل، نرجو أن تكتمل الفرحة بإكمال عقد هذا السفر العظيم وإخراجه بأجزائه الثمانين.
التاريخ مرأة الشعوب
يقول المحققان عدنان عمر الخطيب وياسين محمود الخطيب
التاريخ مرآة الشعوب السالفة، ومرقاة الأجيال الحاضرة، هو ذلك العِلْقٌ الخطير الذي تتنافس في تحصيله الخاصة والعامة، لما فيه من النفع الظاهر الذي لا يخفى، نهض إلى تدوينه العلماء الأفذاذ، مقدّمين لنا تراثاً ضخماً، توزّع بين الرسالة والكتاب، والسِّفر العظيم، يضمّ بين دفّتيه غير جزء، ومن هؤلاء الأعلام الأفذاذ ابن عساكر الدمشقي (ت:571ه) المؤرِّخ الإمام الحافظ العلامة الذي طَلَع علينا بسِفره الضخم الفخم الموسوم بتاريخ مدينة دمشق، وقد أوعب فيه تاريخ هذه المدينة العريقة، ذاكراً فضلها، ومسمّياً من حلَّها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها في ثمانين مجلّدة، قضى في تأليفها شطر العمر، صارفاً إليها وُكدَهُ، باذلاً لها الهمة عالياً كعبُها، مفيداً في ذلك كله من شيوخ أجلّاء، أفاد منهم الصغيرة والكبيرة، وأكثر بهم! استوعبهم في معجمه الكبير الموسوم بمعجم الشيوخ، فضلاً عن مصادر للبحث، من صرف النظر إليها متأمّلاً فاحصاً، وجدها لكثرتها كأنها السيل العارم، ليس ينقطع، وكأني بابن عساكر قد بيَّض ليله سهراً ونهاره عملاً، وهو يبحث ويُنقِّر في الكتب تتلوها الكتب، ينقلُ من تضاعيفها ما هو بنصّه حيناً، وبالاختصار غير المخلِّ أو بالتصرف الذي لا يسيء إلى المعنى حيناً آخر، بل لا ينسى في غمرة ما هو فيه أن ينقل لنا الخبر بغير رواية، وكل رواية لها أسانيدها، فاجتمع له من ذلك الجمّ الغفير من المصادر.
إن هذا العمل الجبار لخليقٌ بأن يرى النور، محقَّقاً تحقيقاً علمياً، يليق بالكتاب وصاحبه، وهذا ما اضطلع بعبئه المجمع الموقّر- مجمع اللغة العربية بدمشق- منذ أوائل النصف الثاني من القرن الماضي، فشحذ له الهمة، وشمّر عن الساعد، وقد أعدّ له من خيرة المحققين الأماثل ما أعدّ، فخرج من هذا السفر غير جزء إلى النور بحلة قشيبة، ليس يرقى إلى ذلك شك أو طعن، وما زال الطريق لاحباً، والمسيرة مشرّعة إلى أن يكتمل هذا العلق الخطير متناً وفهارس، إن شاء الله.
المجلدة الـ 23
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم إلى المجمع المصون بالشكر بل خالصه، إذ حبانا ثقته الغالية في إخراج مكنون نفيس من مكونات هذا التاريخ، فأوكل إلينا حماه الله- مهمة إخراج المجلدة الثالثة والعشرين، وهي المجلدة التي تضم بين تضاعيفها تراجم من حرف الزاي (زفر بن الحارث الكلابي- زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري)، مقدّماً لنا في سبيل تحقيق هذا الإخراج أربع نسخ خطية مصوَّرة، يأتي ذكرها بعد، فعقدنا النية على تحقيق هذا الجزء، باذلين له الجهد طاقته، معتمدين هذه النسخ، فضلاً عن المصادر الكثيرة التي وقعت إلينا، فأفدنا منها إفادة ظاهرة، أوضحنا ذلك جليّاً في منهج التحقيق
وتعتبر دمشق القديمة وهي اسم الجزء القديم من مدينة دمشق اقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ وتقع داخل أسوار مدينة دمشق التاريخية ،و تمتاز بأبنيتها واوابدها التي تعود لعدة عصور واماكنها المقدسة من كنائس وجوامع تعد رمز للديانات ، وبشوارعها وطرقاتها التي مشى عليها الآنبياء والقديسين والملوك والقادة والعلماء والعظماء من صناع التاريخ .
جغرافية العمران الدمشقي
تتميز دمشق القديمة بأسلوب العمارة الدمشقية الشهيرة بطرازها الفريد ، ويسمي السكان المحليون بيوت دمشق المبنية على الطراز الدمشقي القديم «بيوت عربية»و التي تمتاز بفناء داخلي واسع تحيطه الغرف وتتوسطه بحرة جميلة ويتكون من طابق او طابقين فيه الكثير من الفنون المعمارية وتطل على الفناء المليء بأحواض النباتات والأزهار وتتوسطه البحرة الشامية الدمشقية الشهيرة ، وتشاهد من المباني التاريخية الكثير من مساجد وجوامع وكنائس ومدارس تاريخية ومقامات واضرحة وقصور وشوارع مرصوفة بالحجارة وحارات مسحورة مسكونة بعبق التاريخ ، أوابدها الأثرية التي ترى فيها التاريخ بكل بوضوح .
تضم دمشق القديمة العديد من الأحياء العريقة و الأسواق والخانات والمساجد والكنائس والمدارس والشوارع المرصوفة والقلعة والسور الروماني و الجدير بالذكر أنها تضم معظم أثار مدينة دمشق.في حين أن دمشق القديمة لا تشكل سوى حوالي 5% من مساحة مدينة دمشق الحالية وتمتاز الاثار التاريخية في المدينة بأنها تعود لعدة فترات وحقب زمنية من الحضارات التي تعاقبت على المدينة العريقة التي يعود تاريخ بنائها إلى قبل الاف السنين .

The post تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكرُ فضلها باصدار جديد لمجمع اللغة العربية بدمشق appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكرُ فضلها باصدار جديد لمجمع اللغة العربية بدمشق on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.