هل نكتفي بالشكوى لله لكونها لغيره مذلة؟!
وهل نقف مكتوفي الأيدي ولسان حالنا يدعو بعض التجار للكف عن فجورهم في استغلال المواطن، وهل ينقص التجار المال الذي اكتنزوه على مدار الأزمة من هذا الاستغلال المفجع للمواطن في لقمة عيشه ليقاسموه زيادة الرواتب والأجور التي جاءت صادمة لأعداء الوطن في ظل ظروف اقتصادية خانقة وعربدة داعمي الإرهاب في محاولات خنق المواطن وثنيه عن صموده؟، وهل علينا تفعيل ثقافة الشكوى على البقال والجزار والسمان للحفاظ على لقمة عيشنا ما دامت جهات الرقابة المختلفة لا تتحرك إلا بشكوى المواطن ودائماً تلقي باللوم عليه لعدم الشكوى ذلك أن دوريات الرقابة لا تتحرك، إلا إذا اشتكى المواطن من جاره البقال والسمان والصيدلاني، ودوريات المرور لا تتحرك لمعالجة استغلال سائق للركاب بفرض تسعيرة وفق مزاجه، ودوريات الصحة لا تتحرك إلا في حال اشتكى المواطن من تسمم غذائي أو غش تعرض له؟!
حال الأسواق يسودها فلتان سعري زاد في غي التجار والباعة صدور زيادة الرواتب والأجور تمثلت في الامتناع عن البيع واحتكار مواد وسلع أساسية كما تمثلت في إغلاق الباعة محالهم التجارية.
الواقع مرير وعربدة وفجور بعض التجار فاقت حد التصور والتهمت ما تبقى من لقمة عيش المواطن وبات الحصار داخلياً ويطوق عنق المواطن بوقاحة تصل حدود التوحش، هل نكتفي بالدعاء على التجار وبالأوامر الإدارية والنهي عن الاستغلال برفع الأسعار..
أسئلة كثيرة تطرح على بساط هذا الواقع..أين دور غرف التجارة والصناعة وجمعيات حماية المستهلك كمرجعيات أساسية وبيوتات تنظم عمل بعض الوحوش منهم؟ أين دور الجمعيات الأهلية والمدنية ودور العبادة في محاربة وقمع المستغلين؟ وهل دورها ينحصر في توجيه اللوم والتقريع لهم في ظل احتكار علني؟ وأين دور هيئة المنافسة ومنع الاحتكار كهيئة رسمية بهيكل إداري ضخم ومكاتب فخمة؟ وهل دورها ينحصر في إعداد الدراسات للسوق؟
عربدة التجار فاقت حدود الشكوى المطلوبة لتتحرك الجهات المعنية..أين دور وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اعتماد وإشهار قائمة سوداء بحق التجار الذين تسول لهم أنفسهم مزيداً من استغلال المواطن في لقمة عيشه ودورها في قمع احتكارهم لبعض المواد الأساسية التي فقدت فجأة وبعد صدور مراسيم زيادة الرواتب والأجور.. وتطول قائمة الأسئلة بينما يعاني المواطن من فلتان الأسعار، فقد بلغ السيل الزبى.
The post بلغ السيل الزبى! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.