بلع الكثيرون من التجار زيادة الرواتب قبل أن يقبضها البشر، فقد قفزت الأسعار بدءاً من المتة إلى المعلبات والسكر والدخان وصولاً إلى (شحاطات) النايلون وسراويل الجينز وبسكويت الأطفال.. حتى «سرافيس» جرمانا رفعت الأجرة كي تكون لها حصة من زيادة الرواتب للموظف، والسبب دائماً يتم تحميله للحيتان والقروش وأصحاب «الكروش» الذين يتم الحديث عنهم كأشباح، مع أن عناوينهم مع أرقام موبايلاتهم معروفة ولا تحتاج المسألة إلى خبراء في الاقتصاد والمال والبورصة حتى يتم القبض عليهم كما تتطلب القوانين!.
الطريف في هذه المسألة، هو تحميل المواطن كامل المسؤولية في الإبلاغ عن المخالفين، مع أنهم يفتحون دكاكينهم «أجكرا» ويرفعون سعر الجملة والمفرق من دون أن تنفع معهم شكوى أو ضبط حتى لو تم مسكهم متلبسين بالجرم المشهود.. كأن على الموظف أن يدفع عربون الزيادة سلفاً قبل أن تصل إلى جيبه المثقوب بالديون والقروض والفواتير، لنعود إلى القصة المكررة في كل زيادة راتب ونقول: «مين سمير»!.
بلا «منقودية»، ومن دون ما نتغالظ على بعض السادة المسؤولين، فإن المخالفات تتبختر في الشوارع وتتشمس على الأرصفة وتجلس مطمئنة في السوبرماركات، وهي مطبوعة على ظروف البن وأكياس السكر و«سحاحير» الخضار وعلب «الطون» و«الشطي مطّي» و«المطربانات»، أما المواطن فضائع بين بائع المفرق الذي يحمل المسؤولية لتاجر الجملة، وشهبندرات السوق الذين يتحججون بارتفاع الدولار وغلاء المواد الأولية، والنتيجة: «كأنك يا أبو زيد ما غزيت»، فالراتب لا يكاد يحط في الجيبة حتى يطير، والسبب طبعاً هم الأشباح الذين أكلوا الخمير والفطير، ولم يتركوا فتاتاً حتى لـ«المقمّط بالسرير»!.
على سيرة الغلاء وشظف العيش والراتب، عليكم بإغلاق الشبابيك جيداً كي لا يهرب الحب، فالفقر قد دخل من الباب وجلس في الصالون ثم «تفرفد» على الكنبة.. وكما قال أجدادنا الكرام: «الحياة من دون حبّ لا تساوي.. خشبة»!.
The post لا تساوي خشبة! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.