شهد النصف الثاني من العام الماضي والعام الجاري عودة الكثير من منشآت الرخام ومناشر قص الحجر الطبيعي لمزاولة عملها مجدداً في محافظة درعا، مستفيدة من حركة البناء النشطة التي شهدتها المحافظة، ورغبة الكثير من المواطنين لإعادة ترميم منازلهم وتلبيسها الحجر من جديد.
وعمد كثير من أصحاب المنشآت التي توقفت عن العمل إلى تجديد تراخيصهم ورفد منشآتهم بآلات حديثة للقص وروافع الأحجار الآلية، وتشير أرقام اتحاد حرفيي درعا إلى أن أكثر من 70 منشأة لقص الرخام والأحجار عادت لمزاولة العمل, إضافة إلى وجود سبع مناشر كبرى متخصصة بقص الحجر الطبيعي التي تزود المنشآت الأخرى بحاجتها من أصناف الحجر المطلوبة بما فيها الحجر البازلتي.
وأشار صاحب إحدى المنشآت في المحافظة إلى أن ما ساهم في زيادة الطلب على الرخام والحجر بأصنافه هو عودة الأمان إلى ربوع المحافظة وتوجه الكثيرين وخصوصاً المغتربين إلى استخدام هذه المواد في البناء وخاصة الحجر، سواء في الأبنية المنشأة حديثاً أو تلك المعاد ترميمها، لافتاً إلى تنوع الموجود منها في السوق بين الحجر الطبيعي والصناعي وكذلك الحجر البازلتي, حيث فضّل الكثير من أصحاب الأبنية والفلل في المحافظة اعتماد هذا النمط من البناء، رغم التكلفة المرتفعة لقص الحجر البازلتي وحاجته إلى مقصات و«ديسكات خاصة» مرتفعة الثمن وهي معرضة للعطل والتبديل الدائم ما يرفع من أسعاره.
وكشف صاحب المنشأة أن أكثر ما يعانيه أصحاب منشآت قص الرخام والحجر هو ارتفاع أسعار المادة الرئيسية فالحجر والرخام الموجود في السوق جلّه مستورد، لذلك فهو خاضع لتقلبات أسعار الصرف، فضلاً عن ارتفاع تكاليف مستلزمات العمل كالرافعات والمقصات و«الديسكات» والمواد الكيميائية اللازمة للقص والتنظيف وأغلبيتها بحاجة إلى تبديل دائم.
وأشار صاحب المنشأة إلى نقص العمال المتخصصين بالقص والتركيب، وارتفاع أجور الموجودين منهم، وأجور نقل المواد, إضافة إلى نقص المحروقات اللازمة للتشغيل وخاصة في المناشر الكبيرة التي تعتمد على مولدات «الديزل», داعياً إلى مساعدة أصحاب الحرف من خلال تخفيض الرسوم والضرائب المفروضة وإعفاء المنشآت والحرف المتضررة من جراء الحرب من الرسوم والضرائب وتخفيض تكاليف الترخيص للمشاريع والحرف.
وأوضح رئيس اتحاد الحرفيين في درعا إبراهيم الكفري أن عشرات المنشآت الحرفية والصناعية في المحافظة عادت لدورة الإنتاج بعد إعادة تأهيلها وتجديد التراخيص إضافة لتنفيذ العديد من المشاريع والمنشآت الجديدة، حيث يعمل الاتحاد على توفير ما يحتاجه الحرفيون وتسهيل معاملاتهم بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظة، لافتاً إلى أن هناك جمعية حرفية خاصة بمكابس البلوك والبلاط والحجر, إذ يقوم الاتحاد من خلالها بالتدخل في حال حدوث خلافات بين أصحاب العمل والحرفيين وجرى حل الكثير من المشكلات وإنصاف الطرفين في كثير من القضايا التي تتعلق بجودة العمل أو الأسعار وذلك عن طريق لجنة يشكلها الاتحاد لهذه الغاية.
The post حرفيو الحجر والرخام في درعا يفصّلون همومهم و77 منشأة تزاول عملها رغم الصعوبات appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.