سجلت أسعار اللحوم الحمراء في محافظة درعا خلال الأيام الماضية ارتفاعات جديدة غير مسبوقة بعد أن تجاوز سعر كيلو لحم الغنم الـ8 آلاف ليرة، مرتفعة بنسبة 50% عن الأسعار التي كانت قبل أقل من شهرين، إذ كانت حينها دون عتبة 5 آلاف ليرة، يحدث ذلك وسط تقاذف للمسؤوليات بين حلقات العملية برمتها بدءاً من المربين الذين يشكون ارتفاع تكاليف الإنتاج مروراً بأصحاب محال القصابة الذين رفضوا تحميلهم مسؤولية هذه الارتفاعات وصولاً إلى المستهلك الذي اضطر للشراء بالأوقية نزولاً عند الأسعار الجديدة.
أحد أصحاب محال القصابة وفي حديثه لـ«تشرين» بيّن أن سعر اللحوم مرتبط بأسعار الماشية فقلة المعروض من الماشية في السوق وإحجام المربين عن البيع رفعا الأسعار ووصل سعر كيلو لحم الخاروف القائم إلى 3300 ليرة وكذلك الماعز التي تجاوز سعر لحومها 2700 ليرة، متوقعاً أن تحافظ الأسعار على مستواها الجديد خلال الفترة القادمة وخصوصاً بعد المؤشرات التي تدل على وفرة المراعي مدعومة بالأمطار الغزيرة الهاطلة خلال الأيام الماضية.
واعتبر صاحب محل القصابة أن تحميل القصابين مسؤولية الارتفاعات في الأسعار فيه الكثير من التجني فنشرة الأسعار التي يجري توزيعها من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك غير منصفة ولا يستطيع القصابون البيع بموجبها لأنها تقل بكثير عن التكلفة الحقيقية لما هو رائج في السوق والذي يجري حسابه على أساس سعر المواشي القائمة مضافة إليه تكاليف الاستثمار من مياه وكهرباء ورسوم وغيرها، مطالباً الجهات المعنية بوضع تسعيرة منصفة تأخذ بالاعتبار كل ما سلف وإلا سيضطر كثير من أصحاب المحال لإغلاق محالهم لعدم قدرتهم على البيع بموجب أسعار التموين.
بدورهم عزا بعض مربي الماشية الارتفاعات الأخيرة في أسعار اللحوم إلى قلة المعروض من الماشية في الأسواق وإحجام المربين الكبار عن البيع بغرض التسمين، وخصوصاً بعد الأمطار التي شهدتها المحافظة مؤخراً، فارتفاع معدل الهطل المطري –حسب قولهم- يؤدي إلى وجود مراعٍ طبيعية، وهنا يلجأ المربي إلى التمسك بالتربية والامتناع عن البيع للذبح والاستهلاك، ما يؤدي لانخفاض العرض من اللحوم عن الطلب، مشيرين إلى أن هذا الوضع من المرجح أن يستمر حتى فترة انتهاء المراعي الطبيعية أو جفافها وحصد محاصيل الحبوب والبقول في شهري (أيار وحزيران) فيتم طرح ما تمت تربيته لأن تكاليف العلف الجاهز مرتفعة، وهنا يزداد العرض على الطلب ما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار حينها.
ويشهد قطاع الثروة الحيوانية في درعا تحسناً في الأعداد وفي الإنتاج، بعد الانتكاسات التي تعرض له هذا القطاع خلال سنوات الأزمة، وتشير أرقام دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة درعا إلى أن أعداد الأغنام في المحافظة وصلت في العام 2018 إلى 653 ألف رأس بإنتاج 6300 طن من اللحم، فيما تجاوز تعداد الأبقار 34 ألف رأس بإنتاج 2900 طن من اللحم.
وأوضح رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة في درعا المهندس بسام الحافظ أن المديرية وبناء على نشرة أسعار المواد والسلع الأساسية الصادرة عن المكتب التنفيذي في محافظة درعا عدلت مبيع سعر كيلو لحم الخاروف الهبرة ليصبح بـ 5500 ليرة ولحم العجل بـ 4500 ليرة ومثله لكيلو لحم الجدي، بينما جرى تحديد لحم البقر بـ 3500 ليرة، لافتاً إلى قيام المديرية بتكثيف جولاتها الرقابية على الأسواق لضبط المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين داعياً المواطنين إلى التقدم بشكاواهم إلى المديرية لمعالجتها فوراً.
The post تجاوز الكيلو غرام منها 8 آلاف ليرة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.