لقد كانت سنة رائعة فعلاً!

لقد كانت سنة رائعة فعلاً، في كانون الثاني، ماتت آخر وردةٍ من حبنا، الذي تجمّد في أول المربعانية ولم يستطع المقاومة حتى سعد السعود!. لكنها كانت سنة مميزة جداً، في سعد ذبح، ذبحنا الأحذية مع شحاطات البلاستيك والسراويل كي نتدفأ ونشوي الكستناء مع البطاطا الحلوة في مدافىء الصاج التي بقيت مشتعلة كي تكرم الضيف وتغيث الملهوف..!. حتى رائحة النايلون المحروق في الجو كانت تبعث على السعادة وتقاوم الأكسدة إلى حد رائع.. لقد كانت سنة جميلة فعلاً، في سعد بلع، «بلعنا الموس على الحدين»، بعد أن بلع التجار زيادة الراتب والأجور، وبعد أن «سكر البلهموطيون» كل طاقات الفَرَج التي تحدث عنها «مايك وكارمن وماغي».. لكنها كانت سنة رائعة جداً، ففي سعد بلع أيضاً، بلعناها من «تم ساكت».. في سوق المضاربات والبورصة والضغط الاقتصادي وتآمر الشركات الضخمة، لم نذهب فرق عملة، برغم أن في جيوبنا المثقوبة لم يكن ولا «نكلة»، إلا أننا «قبّينا» البلاطة، و«جبنا اللقمة من تم السبع»، وصرنا نصرف ما في الجيب ريثما يأتي ما في الغيب.. فأسسنا مشاريع الأمل وصرنا نبيع الصبر في معلبات الطاقة ونتبادل «الدببة الحمراء» في الأعياد..
لقد كانت سنة مميزة فعلاً، في سعد الخبايا، اجتمعت كل «البلايا»، لكن المعنويات بقيت مثل النار، فسددنا القروض، وسجلنا في الجمعيات السكنية الوهمية، وصرنا على الحديدة «إيد من ورا وإيد من قدام».. لكن ذلك كله لم يكن يعني شيئاً، فالسنة كانت رائعة فعلاً.. لقد «خبّينا حطباتنا الكبار لعمنا آذار»، واسترخينا أمام «الشمينيهات» ونحن نستمع للسيدة فيروز تقولها للمرة المليون: «كيفك إنتا.. ملّا إنتا».. لقد كانت سنة رائعة جداً، ولم يكن ينقصنا في الشهر «طنعش» سوى تعليق النعية.. «كيفكن فيّا»؟.

The post لقد كانت سنة رائعة فعلاً! appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the لقد كانت سنة رائعة فعلاً! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.