البصمات اليمنية في الإذلال السعودي

يطوي اليمنيون العام 2019 ويستقبلون العام 2020 بمزيد من التحدي والصمود، ومعه تتحدد استراتيجيتهم المستمرة لمواجهة العدوان السعودي الذي بات محاصراً بالبر والبحر و الجو بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والعمليات العسكرية الميدانية، تماماً كما هو محاصر سياسياً مع قلة الخيارات وتصفير احتمالات تغيير الوضع لمصلحته.
تتزايد عوامل الردع في قبضة القوى اليمنية يوماً بعد آخر وعاماً بعد آخر ويزداد التهديد اليمني المشروع بطبيعة الحال لقوى العدوان، وما كشفه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمينة العميد يحيى سريع عن الجهوزية لتنفيذ مرحلة (الوجع الكبير) لدول العدوان مع توسيع مروحة بنك الأهداف لتشمل مراكز حساسة وحيوية على طول وعرض جغرافيا دول العدوان، ليس سوى غيض من فيض الاقتصاص اليمني من العدوان في حال استمراره.
لمرة جديدة يرمي اليمنيون الكرة بملعب العدوان الذي يمنحه هذا الكشف فرصة ليست بالقليلة لإعادة حساباته، فعمليات الرد التي يتوعد بها سريع توسع مروحة الخيارات دون أن تترك مجالاً للتوقع بالمكان والزمان وما يمكن أن تخلفه من خسائر لقوى العدوان، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي ، وهذا يعني فيما يعنيه إضعافاً مسبقاً لقدرة دول العدوان على حماية أمنها السياسي والاقتصادي وهذا لوحده كافٍ ليأخذه العدوان بالاعتبار.
من الضروري للسعودية أن تعود للدروس السابقة، فضربة «آرامكو» ما زالت حاضرة بما خلفته من خسائر كبيرة في قطاع النفط ومساعي الدول المستوردة للنفط من السعودية للبحث عن بدائل آمنة، مع ضرب سوق الأسهم السعودية وإفقاد ثقة المستثمرين فيها، ناهيك عن أن العدوان على اليمن كان عامل أساس في زيادة عجز الميزانية السعودية المتوقع أن ترتفع العام القادم إلى 49,86 مليار دولار بما أنفقت السعودية من أموال لصفقات الأسلحة فضلاً عن التكلفة السنوية للعدوان المقدرة بالمليارات فكيف هو الحال مع خمس سنوات من العدوان واستمراره؟، لاشك أن الوضع يزداد رداءة ، والأكثر كيف سيكون الحال مع مرحلة (الوجع الكبير)؟!
البصمات اليمنية في الـ2019 في «آرامكو» واستهداف حقل الشيبة وتوازن الردع الأولى وعملية التاسع من رمضان وتوازن الردع الثانية وغيرها من العمليات النوعية الموجعة التي برزت فيها الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية اليمنية، هي نماذج لبصمات لاحقة لكنها أكثر نوعية وأكثر استراتيجية، ولاسيما في ظل تماسك الجبهة اليمنية وسعيها للتحرير.
..بينما البصمات السعودية كانت ماثلة في المزيد من العدوان والإجرام وهذا هو الحال منذ بداية العدوان، دون أي بصمات تغير من المعادلات التي فرضتها القوى اليمنية، وما شهده «تحالف» العدوان انفراط، تشتت، تناحر واقتتال، ثم محاولات فاشلة لرأب الصدع بين قواه وهذا كله نتيجة التحدي اليمني.
العدوان خلف كارثة إنسانية ومؤلمة وهذا لا يختلف عليه عاقلان، مع ذلك فالكفة راجحة لليمنيين، وما نالته السعودية المزيد من تشويه السمعة وضرر اقتصادي واضح وما عليها إلا الانصياع للسلام لتقليل فاتورة الحرب كما قال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وخلاف ذلك يعني أن تتحضر للمزيد من الإذلال.

The post البصمات اليمنية في الإذلال السعودي appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the البصمات اليمنية في الإذلال السعودي on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.