الانتظار الطويل حتى يحين دور إجراء عملية استئصال اللوزتين في الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني يؤرق المرضى، حيث أشار العديد منهم ل«تشرين» إلى أنهم راجعوا الهيئة لإجراء هذه العملية، لكنهم فوجئوا بأن الدور لن يلحق بهم إلا بعد عدة أشهر، لافتين إلى عدم قدرة الكثير ضمن الظروف المعيشية الصعبة حالياً على إجراء العملية في المشافي الخاصة لكون أجرها قد يتجاوز 50 ألف ليرة ,بينما في مشفى درعا الوطني حوالي عُشر هذا المبلغ، وطالبوا بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة وخاصة أن العمليات لاتجرى إلا في يوم واحد من كل أسبوع وهو غير كاف لاستيعاب الأعداد المسجلة، علماً أن بعض الحالات لا تحتمل التأجيل كثيراً.
ولدى استفسار «تشرين» عن واقع ما يحدث أوضح مدير الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني الدكتور بسام الحريري أن الدور المسجل لعمليات استئصال اللوزتين في الهيئة يمتد حتى الشهر التاسع من العام الجاري، والسبب في ذلك أنه لا يوجد سوى طبيب أذنية واحد مفرز من مديرية صحة درعا للعمل يوماً واحداً في الأسبوع ضمن الهيئة ويحدد في هذا اليوم إجراء نحو 7 عمليات وسطياً، وضغط الطلب على هذه العملية الجراحية ناجم عن كون أجرها في الهيئة يبلغ نحو 6650 ليرة فقط, بينما في المشافي الخاصة حوالي 50 ألف ليرة، لافتاً إلى أنه في حال لم يلحق المريض الدور في اليوم المحدد يؤجل للأسبوع الذي يليه أما المريض الذي يتغيب من تلقاء نفسه في دوره فيعطى دوراً في آخر السجل. وبيّن الحريري أن العمليات المنفذة على اختلافها خلال العام الفائت بلغت 3434 عملية ,تتوزع بين 370 عملية نسائية و842 قيصرية و740 عملية إسعافية و1482 عملية اختيارية، وهو حجم عمل كبير يزيد عدة أضعاف عما كان عليه في الأعوام التي سبقته بعد التوسع بتأهيل وترميم الهيئة نتيجة عودة كامل أرجاء المحافظة إلى كنف الدولة، علماً أن الطموح أكثر من ذلك لكن هناك صعوبات تواجه العمل، منها قلة عدد غرف العمليات البالغة الآن 4 غرف موزعة بين غرفة للجراحة العظمية والعصبية والتنظيرية وغرفة للجراحة النسائية وغرفة للجراحة العامة وغرفة للجراحة الإسعافية، وهناك غرفة خامسة قيد التفعيل للعمليات العينية بعد استكمال بعض تجهيزاتها خلال الربع الأول من العام الحالي، إضافة إلى عدم كفاية قسم العناية المشددة المؤقت الذي لا يحتوي سوى على 5 أسرّة فقط يشهد ضغطاً شديداً لكونها غيرة متوافرة على مستوى المحافظة سوى في الهيئة وتفتقدها بقية منشآت القطاع العام وحتى القطاع الخاص.
ومن الصعوبات أيضاً -حسب مدير الهيئة- عدم وجود الكادر الطبي من بعض الاختصاصات في الهيئة ولاسيما الجراحة الأذنية وجراحة الأوعية وجراحة الأطفال، بالتوازي مع قلة في الاختصاصات الأخرى حيث لا يوجد سوى طبيب واحد من اختصاص الجراحة العصبية و2 من اختصاص العناية المشددة والقلبية و2 باختصاص التخدير.
وكشف د.الحريري أنه لتلافي مشكلة نقص غرف العمليات والعناية المشددة سيتم بالتعاون مع المنظمات الدولية البدء بترميم قسم العمليات الذي تضرر خلال سنوات الحرب بما يتيح 11 غرفة عمليات إضافة إلى 4 غرف عمليات سيتيحها ترميم مشفى التوليد الملاصق للهيئة، وكذلك ترميم قسم العناية المشددة الذي يوفر 40 سريراً منها 24 للعناية العامة و16 للعناية القلبية، فيما سيتم على حساب الهيئة نفسها ترميم قسمي العصبية والعينية للتوسع بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى والنهوض بها، وبالتوازي يتم السعي ما أمكن وحسب المتاح لتعزيز الكادر الطبي الذي تسرب عدد كبير منه لأسباب مختلفة خلال سنوات الحرب.
The post استئصال( اللوزتين) يحتاج 9 أشهر على الدور في مشفى درعا الوطني! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.