أضافت كل من واشنطن وبكين إجراءات جديدة في سياق دعم الهدنة التي تسبق إطلاق الاتفاق التجاري الأولي بينهما, ما جمد اتساع الشقاق بين الطرفين مؤقتاً, وأعطى مؤشرات إيجابية للأسواق العالمية بقرب انفراج في النظام المالي العالمي.
الإجراء الأميركي الذي أعلنته وزارة الخزانة تضمن حذف الصين من القائمة الأميركية للدول التي (تتلاعب بقيمة عملتها), في تراجع عن أخطر قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خضم هجومه التجاري على الصين. قرار الحذف أو الاستبعاد يقع في خانة توفير أجواء إيجابية لإنجاح الاتفاق التجاري الأولي المزمع توقيعه اليوم الأربعاء. بدورها ستتجه الصين وفقاً لـ«رويترز» لشراء سلع مُصنعة بقيمة إضافية نحو 80 مليار دولار من الولايات المتحدة على مدى العامين المقبلين، علاوة على أكثر من 50 مليار دولار إضافي من إمدادات الطاقة. كما ستزيد بكين أيضاً مشتريات الخدمات الأميركية بنحو 35 مليار دولار خلال العامين نفسيهما، لتدعم قطاعاً يتمتع بفائض تجاري نادر مع الصين.
خطوة مقابل خطوة لإتمام الاتفاق, قاعدة باتت واضحة في طريق الوصول إلى توقيع المرحلة الأولى, وما كان يهدد به ترامب في وابل تغريداته الغاضبة على «تويتر» توقف الآن, حيث أدرك بعد سنوات من فتح هذه الجبهة أنه يواجه خصماً تجارياً لا يستهان به على كل الصعد ورغم المحاولات الأميركية المتعددة لإخضاع الصين والضغط عليها سياسياً وتجارياً بقيت الصين لاعباً قوياً لم تتزحزح عن مواقفها وجابهت حرب ترامب التجارية وبقيت في الجهة الأكثر قوة ولم تتخلَّ عن رغبتها بتحقيق هدنة تجارية شرط أن تكون مناسبة لها لحماية اقتصادها من أية ممارسات اقتصادية جائرة.
وكان لافتاً بعد وضع ترامب الصين على قائمة (المتلاعبين بالعملات) في آب من العام الفائت البيان قوي اللهجة الذي أصدره البنك المركزي الصيني والذي أكد بموجبه أن الصين لم ولن تستخدم سعر الصرف كأداة للتعامل مع النزاعات التجارية. ونصح (المركزي) الولايات المتحدة بكبح جماحها قبل أن تصل إلى شفا الهاوية، وأن تعي أخطاءها، وأن تتراجع عن المسار الخطأ.
الأجواء الإيجابية التي تبثها واشنطن لم تكن بالمستوى المتفائل ذاته لدى المصنعين والمنتجين الصينيين الذين لا يزالون غير واثقين بترامب الذي قد يلجأ برأيهم إلى إهمال الاتفاق لاحقاً أو تمزيقه كما فعل مع العديد من الاتفاقات الدولية. لذلك بدأت الشركات الصناعية بوضع خطط طوارئ لمواجهة مخاطر إعادة حرب الرسوم الجمركية لاحقاً بين الطرفين وخاصة أن بعض المنتجات الصينية لا تزال متأثرة بالرسوم الأميركية المفروضة سابقاً.
قد يكون الاتفاق التجاري خطوة أولى نحو نهاية الحرب التجارية القائمة لكن بالنسبة للقطاع التكنولوجي الصيني لا يزال يعيش مخاطر كبيرة في ظل استمرار واشنطن بمحاربة التفوق الصيني بهذا المجال ووضع عصي في عجلات تطورها التكنولوجي المتسارع من هواتف ذكية وطائرات صغيرة وغيرها.
The post قُبيل الصفقة التجارية.. توقف حرب العملات وقلة ثقة بالتزام ترامب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.