غايته نشر الموسيقا الصرف بين الناس

تخرّج في المعهد العالي للموسيقا في دمشق سنة 2010م اختصاص آلة العود، ومن ثم قاد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، واليوم هو عميد المعهد العالي للموسيقا، ومؤسس فرق موسيقية مهمة، كما أحيا العديد من الحفلات الموسيقية حول العالم كعازف عود منفرد وضمن ورشات عمل.

عن هذه التجربة الغنية في عالم الموسيقا، كان لـ «تشرين» هذا اللقاء مع المايسترو عدنان فتح الله؛ وخلاله يقول عن شغله كعميد للمعهد العالي للموسيقا: بما أنها مهنة إدارية، فهي بالطبع يشوبها الكثير من الصعوبات والتعب الذي أصبح مضاعفاً بما أنني موسيقي للفرقة وعميد.. لكن موضوع الإدارة كمؤسسة يجب أن تكون ضمن التوجه الذي نعمل به تجاه الموسيقا في هذا المكان الذي درسنا فيه وتخرجنا فيه ونعنيه بمنزلنا الذي أمّن لنا البيئة الصحية الحاضنة كموسيقيين وواجب علينا الحفاظ عليه وعلى المستوى الأكاديمي له، ولاسيما في التوجه الفني والموسيقي والفكري لرفع مستواه وتخريج عازفين وموسقيين سوريين يكون في مقدورهم أن يخدموا الثقافة والموسيقا السوريتين، وأن يكونوا موسيقيين فاعلين إن كان كمدربين في فرق موسيقية أو مدرّسين في المعهد العالي للموسيقا أو للأطفال ونشر الموسيقا كحالة تربوية.
وعلى الصعيد الشخصي؛ يرى فتح الله: إن كلا الأمرين يتطلب موضوع الصرامة، أنا مثلاً كعميد معهد أقود العملية التدريسية والعلمية للمعهد وفي قيادة الفرقة يتطلب الأمر فكراً خاصاً، أو فكراً موسيقياً لإخراج العمل ضمن الأوركسترا فكلاهما يتطلب شخصية خاصة وتعاملاً خاصاً لتحقيق النجاح.
وعن نظرته الجديدة للمعهد والخطط التي يرسمها؛ فيذكر أنه بحاجة لدعم العديد من المواضيع والإكثار من ورشات العمل واستضافة عازفين من الخارج واستغلال وجودهم بما يقدم النفع للطلاب وزرع الحس بالمسؤولية وخاصة بعد السنوات الماضية ليقدموا أفضل موسيقاهم، وتعديل بعض الأقسام والتطوير في منهجية الدراسة والامتحانات.. وهناك فكرة مهمة أضفناها جديدة، وهي كل طالب يتقدم للمعهد العالي يُطلب منه مع تقديم آلته الخاصة تقديم مقطوعة بسيطة على آلة البيانو لتكون لديه القدرة على تمكين حواسه الموسيقية، وموضوع آخر في تشكيل أوركسترا الغيتارات مع الحجرة، ومن واجب فعاليات المعهد العالي لسنة 2020 أن تنتشر، وأن يقدم حفلاته في جميع المحافظات، وليس فقط في دمشق، وهذا نشاط يعود لجهود طلاب المعهد.. وبما يخص الغناء الأوبرالي في الأشهر القريبة، يذكر فتح الله: إنه سيقدم عملاً جديداً من نوعه مع طلاب المعهد العالي بالتعاون مع أساتذتهم كما نحاول تأسيس مناهج جديدة له.
وعن سؤالنا عن أن طلاب المعهد العالي والكلية الموسيقية يختفون بعد تخرجهم في المعهد يُجيب: لم يختف أحد، لكن أتمنى الفصل بين الإجازة في المعهد العالي للموسيقا، وكلية التربية الموسيقية في جامعة البعث لأنهما مختلفان عن بعضهما، فالمعهد العالي للموسيقا يخرّج عازفين مختصين على آلاتهم والتربية الموسيقية تخرّج مدرّساً تربوياً بالنسبة لآلة موسيقية ومن الضروري أن يكون عازفاً جيداً ولا أعتقد أنهم يختفون لأن وزارة الثقافة والهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون مشكورة تؤمنان فرص عمل للجميع، وذلك بتقديم حفلات للفرق الضخمة سواء الفرقة الوطنية أو السيمفونية ليقدموا مشاريعهم الخاصة وحفلاتهم.. إضافة لذلك فإن كل منهم يشق طريقه سواء كان من خلال التسجيلات في الاستديو أو غيره، لذلك لم يختفوا لكن نحن بحاجة لتسليط الضوء عليهم كخريجين في المعهد.. مشكلاتنا دائماً في الإنتاج وعلى الأغلب البعض يريد تقديم أغانيه الخاصة ولكن هناك عائق الإنتاج وبالنسبة للمؤلف الموسيقي ليس من واجب دار الأوبرا أن تقدم أعمالهم فقط بل يجب أن تكون مسجلة وبين أيادي الناس لتسمعهم، لذلك أقول دائماً إننا بحاجة لمؤسسة تنتج أعمالاً موسيقية للغناء وللمغني الأكاديمي لينتشر في جميع أنحاء العالم.
وعن تقيده بالموسيقا الكلاسيكية يقول: لم أتقيد بهذا النوع من الموسيقا فقط لأن الفرقة الوطنية للموسيقا العربية تحاول دائماً تقديم برامج لها علاقة بالحداثة الموسيقية العربية ودليلنا أن جمهورنا جمهور الفرقة الوطنية العربية السورية أكثره من شريحة الشباب وهذا ما يسعدني لأقدم هذه الموسيقا التي نقدمها لجمهورنا لنرفع ذائقتهم بأن يسمعوا موسيقا صرفاً من دون كلمة أو من دون غناء وهذا يُغني المكتبة الموسيقية السورية بأعمال سورية الهوية وموسيقانا رسالة موجهة بما نقدمه، هي دافع إنساني للمحبة والسلام، ومن الضروري أن نقدم ثقافتنا لأنها ليست سهلة وهي موسيقا جداً غنيّة ومرتبطة بتاريخنا من آلاف السنين والدليل أول نوطة موسيقية كانت لدينا في أوغاريت إضافة لتقديمنا تجارب الحداثة باستخدام الآلات النحاسية مع الأوركسترا العربية والبيانو والباز غيتار وغيتار صولو ولم نغفل عن التراث السوري وقدمناه بطريقة مهمة جداً بهدف توثيقه وحاجتنا له في هذه الفترة.
وأخيراً عن جديده وأعماله الخاصة يقول: قدمت منذ فترة ومازلت أقدم عملاً بعنوان «مرآة» الذي هو حوارية للعود مع الأوركسترا عزفتها في دار الأوبرا السورية وبقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وأيضاً قدمتها في حمص وحلب وفي اللاذقية و«مرآة» هو ثاني عمل مع الفرقة السيمفونية وأول عمل كان لي بعنوان «هكذا كانت» وهو أيضاً حواريه للعود مع الأوركسترا وبالطبع توجد أعمال جديدة من ناحية التأليف وخاصة بي، وهي قيد الإنجاز وبالنسبة للأغاني لحنّت مؤخراً قصيدة غنّتها أستاذة الغناء الشرقي في المعهد العالي ليندا بيطار وهذه ثاني تجربة لي معها، وبما يخص الحفلات لدينا نشاطات مهمة جداً لعام 2020.

The post غايته نشر الموسيقا الصرف بين الناس appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the غايته نشر الموسيقا الصرف بين الناس on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.