ثورة البناء والاستقرار نجدّدها معارك تحرير وتحصين

آذار الثورة المجيدة.. و«آذار التحرير».. آذاران احتفى السوريون بهما، الأول احتفاء بالذكرى الـ57 لثورة الثامن من آذار المجيدة.. والثاني ابتهاجاً بفصل جديد من الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل منذ بداية هذا العام 2020 ليكون شهر آذار الجاري بمثابة عنوان رئيسي لهزيمة جديدة أوسع وأعمق للمخطط العدواني الذي يستهدف سورية بحرب إرهابية شرسة منذ عام 2011.
لا يمكن لثورة الثامن من آذار إلا أن تكون حاضرة وبقوة، ليس فقط كمحطة فارقة مشرّفة في تاريخ سورية ما بعد الاستقلال، بل لأن هذه الثورة ظللت السوريين أمناً واستقراراً طوال 48 عاماً قبل أن يستهدفهم ذلك المسمى «الربيع العربي» عام 2011 بسهام الإرهاب والتدمير، ولأن السوريين أكثر من يدرك قيمة ثورة الثامن من آذار، فهم عاشوها واقعاً حياتياً طوال تلك السنوات، ثورة رسخت ركائزها الحركة التصحيحة في تشرين الثاني 1970 لتكون ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية محطتين تاريخيتين تكملان بعضهما بعضاً، الأولى تأسيساً، والثانية ترسيخاً، لذلك كثيراً ما يقترن احتفاء السوريين بذكرى ثورة الثامن من آذار مع استذكار الحركة التصحيحية، وكيف أنهما شكلتا – رغم فارق السنوات السبع بينهما – مساراً واحداً نحو بناء سورية الحديثة على ركائز متينة من الأمن والاستقرار، والتنمية الاقتصادية، والجيش القوي المُسلح بعقيدة عسكرية وطنية صلبة لا تتزعزع، وبناء أفضل العلاقات والتحالفات، العربية والإقليمية والدولية، ولطالما كانت سورية رائدة ومشهوداً لها في بناء تحالفات متينة ثابتة على أسس المساواة والاحترام المتبادل.. والجميع شهد بقوة هذه العلاقات والتحالفات مع توالي سنوات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، لقد كان حلفاء سورية وأصدقاؤها حول العالم خير سند ومدافع عندما احتاجتهم.
لا يمكن لثورة الثامن من آذار إلا أن تكون حاضرة وبقوة، فالسوريون حريصون على إبقائها كذلك، خصوصاً مع توالي سنوات الحرب على بلدهم، تأكيداً منهم أنهم قادرون على مواجهة هذه الحرب المفروضة عليهم، وعلى الانتصار فيها، تماماً كما كان حالهم في مرحلة الاضطرابات التي شهدتها سورية في مرحلة ما بعد الاستقلال.. سورية حينها كانت مستهدفة أيضاً بأكثر من مؤامرة، إدخالها في مسار التبعية والخضوع، كما حدث مع غيرها من الدول التي استقلت معها في فترات زمنية متقاربة.. لقد كانت مؤامرات شرسة أيضاً لا تقل خطورة عما تتعرض له سورية منذ عام 2011 وإن اختلف وجه المؤامرة ومضمونها لناحية أنها اليوم عسكرية حربية بوجه إرهابي سافر، بينما كانت ما بعد الاستقلال مقنّعة متلطية وراء اضطرابات سياسية، كان وجهها الأساسي إغراق سورية في فوضى الانقلابات العسكرية والسياسية.. السوريون في ذلك الوقت واجهوا المؤامرات بقوة وبوحدة جغرافية وبشرية شاملة قل نظيرها، واستطاعوا إسقاط المؤامرات، ووضع بلادهم على أولى خطوات الاستقرار والبناء، عبر ثورة الثامن من آذار 1963، ثم ترسيخها عبر الحركة التصحيحة 1970.
لا يمكن لثورة الثامن من آذار إلا أن تكون حاضرة وبقوة، فالسوريون أكثر ما يتوقون إليه اليوم هو العودة إلى الأمن والاستقرار، واستكمال استعادة حياتهم الطبيعية، وبناء بلادهم من جديد على ركائز وأسس أقوى، لا تهتز ولا تزعزعها أي مؤامرة أو حرب حتى لو اجتمع العالم كله خلفها.
الذكرى الـ 57 لثورة الثامن من آذار التي يحتفي بها السوريون اليوم، هي أيضاً مناسبة ليحتفوا بتحرير مساحات شاسعة وعدد كبير من البلدات والقرى من دنس الإرهابيين وداعميهم.. وليؤكدوا مجدداً وقوفهم صفاً واحداً خلف جيشهم البطل.. صفاً واحداً لا ينكسر، جيش وشعب وقيادة، ثلاثي البطولة ومعارك التحرير، التي لن تتوقف حتى تعود سورية أقوى مما كانت.. آمنة ومستقرة.

The post ثورة البناء والاستقرار نجدّدها معارك تحرير وتحصين appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the ثورة البناء والاستقرار نجدّدها معارك تحرير وتحصين on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.