منذ توليه ولاية عهد النظام السعودي كرّس محمد بن سلمان سياسة القمع وإزاحة المعارضين من طريقه للوصول إلى (العرش) سواء بالتصفية الجسدية أو من خلال الاعتقالات, لم لا إذا كانت (الغاية لديه تبرر الوسيلة), وكانت آخر حملة اعتقالات التي جرت قبل يومين وشملت 20 أميراً من العائلة المالكة، بينهم شقيق ملك بني سعود أحمد بن عبد العزيز، وولي العهد السابق محمد بن نايف، بالإضافة إلى وزير داخلية النظام السعودي عبد العزيز بن سعود وبعض الضباط في الأجهزة الأمنية والجيش والحرس الملكي الذين يعتقد أن ولاءهم للأمراء المعتقلين, وذلك في حملة اعتقالات جديدة تحاكي الحملة التي شنها ابن سلمان عام 2017 واعتقل خلالها العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال, إلا أن الحملة الجديدة تستمد جدلها وقوة صداها من هوية الأسماء التي شملتها، وعليه تعتبر الأشرس منذ ظهور ابن سلمان على الساحة السياسية قبل ثلاثة أعوام.
وتقول رواية نظام بني سعود, حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية: إن الاعتقال جاء بناء على مؤامرة كان يعدها «الأمراء» للقيام بانقلاب, إذ وجهت لهم تهمة الخيانة العظمى وقد يواجهون عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة, حيث شككت مصادر مطلعة مقربة من الديوان الملكي في التهمة الموجهة لمحمد بن نايف, معللة شكوكها بأنه قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به كولي للعهد ويعيش في عزلة تامة, حيث لا يسمح له حتى باستعمال الهاتف أو الإنترنت وفي منطقة نائية بعيدة عن العاصمة الرياض, فكيف له أن يخطط لانقلاب!؟, مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هذه الاعتقالات ستهز الهرمية في المملكة.
يتفق محللون أن الاعتقالات تعد خطوة أخرى من جانب ابن سلمان لتكريس سلطته الاستبدادية, ورسالة لأي شخص بما في ذلك أفراد العائلة المالكة مفادها أن من يفكر بمعارضة ولي العهد سيكون مصيره القتل أو الاعتقال, ولاسيما أن الاعتقالات الأخيرة تنحي رجلين كان من الممكن أن يكونا منافسين لولي العهد في حال قرر سلمان التنازل عن العرش طبقاً لقاعدة «مات الملك عاش الملك» في ظل ورود أنباء عن تدهور حالة ملك بني سعود الصحية, فالأميران المعتقلان يتمتعان بقوة ومكانة سواء داخل العائلة أم الشارع السعودي، ما دفع ابن سلمان لاستعجال الإطاحة بهما وغلق الباب كاملًا أمام أي احتمالات من الممكن أن تعيدهما للأضواء مجدداً.
معظم التكهنات والتفسيرات للاعتقالات الجديدة تصب في رغبة ولي العهد الاستفراد بالعرش مستخدمًا كل أدوات القمع والتنكيل غير آبه بالأسماء أو الشخصيات التي يطيح بها، المهم في نهاية الأمر أن يخلف والده على الكرسي. وعليه لم ولن يضع ابن سلمان في حساباته أي معايير أخرى تحول بينه وبين وصوله إلى العرش، فالتنكيل والبطش الأداة الوحيدة المستخدمة لوأد أي محاولات عرقلة طريقه نحو الحكم، حتى لو كان ذلك على حساب بقية أفراد العائلة المالكة التي رغم استنكار تيار كبير بداخلها لما يقوم به ابن سلمان إلا أن النار لم تخرج بعد من تحت الرماد.
The post «عاش الملك».. النار تحت الرماد appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.