خارطة جديدة بدأ يرسمها انتشار وباء «كورونا» عالمياً, فبعد أن بدأت الصين تسجل تعافياً ملحوظاً من الفيروس الخطير, باتت أوروبا الآن في قلب المخاطر من «كورونا» حيث تبدو متخبطة وشبه عاجزة عن احتواء الفيروس حتى الآن وتبعاته تنعكس على الحياة الصحية والاقتصادية حيث المعركة على أشدها خوفاً من ركود اقتصادي مدمر.
ومن كان ينتقد الصين على إجراءاتها الصارمة تجاه مكافحة الفيروس بات الآن يناشد استنساخ تجربتها لمحاصرة تفشي الوباء, واليوم الدعوات عاطفية جداً للتوحد بين الدول لمواجهة (كورونا) وتبني إجابة واحدة عليها, ما يعكس موقفاً مغايراً للخطاب الذي كان سائداً قبل شهر على الأقل حيث لم نشهد هذه الدعوات للتضامن مع الصين ودعمها ولو معنوياً ضد الفيروس القاتل بل كانت الانتقادات متزايدة وكثر الانتهازيون والشامتون رغم الدعوات المتواصلة من بكين للجدية والتعاون الدولي لمحاصرة انتشار الوباء.
وبسرعة كبيرة أصبحت القارة العجوز بمعظمها في قبضة «كورونا», وتم إغلاق المؤسسات التعليمية وبعض الأماكن العامة وتعزيز تدابير الحجر الصحي في حين حذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها من ارتفاع خطر أن تعجز الأنظمة الصحية في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن مواجهة المرض.
إيطاليا تحوّلت إلى بؤرة جديدة لـ«كورونا» وتم وضع 15 مليون شخص قيد حجر صحي غير مسبوق وسجلت الوفيات بالمئات وتحولت شوارعها وساحاتها إلى أماكن خاوية تماماً بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة جوزيبي كونتي ليوسع إجراءات الإغلاق لتشمل كافة أنحاء البلاد بعد أن كان الإغلاق في الأقاليم الشمالية, حيث يعيش ما يقارب ربع سكان البلاد إضافة إلى أن من يخالف هذه الإجراءات ستكون عقوبته دفع غرامة أو السجن.
الصين لم تنسَ وقفة إيطاليا معها في محنة الفيروس وأكدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في حديث هاتفي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو: إن الشعب الصيني لا ينسى الدعم الذي تلقاه من إيطاليا في بداية أزمة كورونا، وعرض تقديم المساعدة لمواجهة الفيروس. في حين أكد الوزير الإيطالي أن حكومة بلاده تتعلم من التجربة الصينية الناجحة في مكافحة الفيروس, موضحاً أن الصين تعتزم تقديم مساعدات لإيطاليا، من بينها أقنعة الوجه، كما ستسرع وتعزز صادراتها من الإمدادات والمعدات لإيطاليا لتلبية احتياجاتها الملحة رغم أن بكين نفسها لا تزال بحاجة إلى كميات كبيرة من المواد الطبية.
وفرنسا لا تزال في المستوى الثاني المخصص للوباء، بينما تسود المخاوف في إسبانيا وتخشى ألمانيا ركوداً اقتصادياً وفقاً للصحف الأوروبية التي سلطت أيضاً الضوء على التبعات الاقتصادية لانتشار الوباء على الأسواق العالمية وأشارت إلى أن التجارة العالمية انهارت وانهارت أسعار البترول كذلك, وتعاني الأسواق من حالة من ارتفاع الضغط بسبب تفشي الوباء.
The post بكين الوفية تهرع للمساعدة.. أوروبا تئن تحت وطأة «كورونا» appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.