تواصل أسعار النفط سقوطها الحر على إيقاع تداعيات القرار السعودي خفض أسعار النفط وتعهّد نظام بني سعود باستخدام مخزونات احتياطات المملكة النفطية وزجها في السوق المهتزة أصلاً بفعل انخفاض الطلب بسبب انتشار فيروس «كورونا».
اللافت أن هذا القرار السعودي الذي جاء عقب عدم توصل موسكو والرياض إلى اتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج في إطار تحالف «أوبك+», يكلّف الخزينة السعودية خسارة يومية قدرها 400 مليون دولار، أي نحو 150 ملياراً في العام، كما يكلف مجلس التعاون الخليجي بأكمله 300 مليار دولار, ما يعني أن أغلبية دول الخليج ستعاني قريباً من العوز بفعل الانخفاض الحاد لأسعار النفط والذي سجل الأسبوع الماضي أسوأ انخفاض منذ عام 1991.
وفيما بدأت السعودية تئن مبكراً من حرب الأسعار, فإن جميع المؤشرات والتقارير الاقتصادية تؤكد أن موسكو لن تتأثر بزيادة إنتاج النفط وخفض الأسعار لأنها تملك احتياطيات مالية حكومية كافية لمواجهة الأثر الاقتصادي الناجم عن ضعف الأسعار, فموسكو استعدت جيدًا لهذا الاحتمال فقد قضت خمسة أعوام تقلل من نفقاتها وتبني احتياطياً بقيمة 550 مليار دولار، ما يجعلها تتحمل أسعاراً ما بين 25-30 دولاراً للبرميل حتى لو امتد ذلك عقداً من الزمن.
ليس خافياً على أحد أن ظروف السعودية لا تساعدها على الصمود في الحرب النفطية التي أشعلت فتيلها, على الرغم من أنه لا يزال لدى السعودية احتياطي نقدي كبير، إلا أن فترة طويلة من الأسعار المنخفضة ستؤثر على الميزانية السعودية، فاعتماد المملكة على النفط بنسبة 65% من موازنتها العامة التي تعاني أساساً من عجز بلغ 50 مليار دولار، ومع الانخفاض الجديد ستحتاج إلى 70 مليار دولار لتفادي عجز منتظر بقيمة 120 ملياراً، ما يعني أن الرياض بحاجة إلى سعر لا يقل عن 80 دولاراً للبرميل, واقع الحال الذي يشي بأن استعراض العضلات الذي يقوم به النظام السعودي سيتوقف قريباً جداً, فانهيار المملكة سيكون حتمياً لو قررت المضي في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر والذي لن يكون بمقدورها تحمل تبعاته.
The post على نفسها جنت السعودية appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.