كل المؤشرات تذهب إلى أن نتائج الاستشارات التي أجراها رئيس الكيان الصهيوني مع الأحزاب والكتل السياسية الإسرائيلية أسفرت عن دعم بيني غانتس رئيس تكتل «أزرق أبيض» لتشكيل الحكومة بأغلبية 61 عضواً في الكنيست في مواجهة بنيامين نتنياهو وتكتل «الليكود» الذي حصل فقط على دعم 58 عضواً في الكنيست، وبذلك يكون إذا لم تظهر أي مفاجآت أن نتنياهو قد انتهى وسقط مع هذه النتائج ما سمي خرافة نتنياهو، وما ساعد على هذا السقوط تصويت «القائمة العربية المشتركة» التي تضم 15 عضواً لغير صالح نتنياهو، أي ليس دعماً لغانتس بقدر ما أن هذه الأصوات العربية بما تشكله من رقم صعب أو «بيضة القبان» حققت هدفاً في مرمى نتنياهو لإعلان سقوطه، والتمهيد تالياً للزج به في السجن بسبب لوائح الاتهام، وتقديمه للمحاكمة في ملفات فساد ورشا وإساءة استخدام واستغلال السلطة، وسوء الأمانة.
واضح جداً أن نتنياهو نجح وعلى فترتين انتخابيتين للكنيست في تمرير خداعه، وإدخال الكيان الصهيوني في أزمة سياسية مستعصية، ليتهرب من استحقاق محاكمته عبر تأمين حصانة تسمح بألا تطوله المحاكمة إذا ظل رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني، لكن في الانتخابات الثالثة للكنيست في أقل من عام، وجد نفسه محاصراً وعاجزاً عن تأمين هذه «الحصانة»، وكنوع من الالتفاف على هذا المأزق، وجد في «وباء كورونا» حبل النجاة، فاستغل بل وظف «الوباء» للدعوة إلى حكومة طوارئ مع خصمه اللدود بيني غانتس إثر فشله لمرتين في تشكيل حكومة موسعة مع الخصم نفسه، ومع استحالة الذهاب إلى انتخابات رابعة، تقدم غانتس خطوة إلى الأمام حين فتح باب الحوار مع أعضاء القائمة العربية المشتركة -التي كما تقول معلومات- إنه منحها ضمانات فيما يتعلق بأمور وإجراءات وربما قوانين لصالح الفلسطينيين في أراضي عام 1948، على أن تشكل القائمة العربية كتلة مانعة في الكنيست لمصلحة حكومة غانتس.
The post «الخرافة» التي سقطت appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.