كيفية تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام التركي رجب أردوغان, في مباحثات الخميس الماضي, تكشف معاني ما تم إنجازه. و تبين تأثيرها في مستقبل المنطقة, فهل نكتشف هذه الكيفية عبر الأمور الآتية:
1- أصر الرئيس بوتين أن يطلق على الاتفاق المنجز في هذه المباحثات اسم (البروتوكول الإضافي للمذكرة حول إرساء الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التصعيد والمؤرخة بيوم 17 أيلول 2018) أي إن ما تم الاتفاق عليه ما هو إلا (إضافة) لاتفاق سوتشي وهذا يتضمن التأكيد, على أن «سوتشي» مازال يحتاج التطبيق وأن أردوغان لم ينفذه, كل ذلك يعكس إمكانية أن يكون بوتين أصر على أردوغان (عليك تنفيذ اتفاق سوتشي كاملاً).
2- وقبل أن يقرأ لافروف وثيقة الاتفاق, أصرّ بوتين على أن يقول أمام أردوغان ما ألزمه به وسجله بالوثيقة (الالتزام بوحدة وسيادة واستقلال الدولة السورية) ويتضمن هذا أن وجود أي قوة خارجية ومنها التركية, غير شرعي ويجب أن يخرج في النهاية وكأن بوتين يكرر لأردوغان ما انتشر على وسائل التواصل التركية (شو إلنا شغل بسورية؟!)
3- أوضح بوتين عن (القناعة بضرورة عدم إضعاف مكافحة الإرهاب الدولي) وهذه الفقرة لا بد من أنها جاءت بعد مواجهة الرئيس الروسي لأردوغان بكل ما قام به من حماية للإرهابيين, أدى إلى (إضعاف) مكافحة الإرهاب وكأنه يقول له: لم يعد مسموحاً لك أن تكرر هذا (الإضعاف).
4-تم الاتفاق على وقف الأعمال القتالية وفق الأوضاع الراهنة, أي تثبيت التقدم الذي أحرزه الجيش العربي السوري, واستمرار سيطرته على المناطق التي حررها وكأن بوتين فرض على أردوغان, الاعتراف بهذا التقدم السوري وأحقيته به ولاسيما أن هذا التقدم جزء من الواجب الوطني للجيش العربي السوري في تحرير أرضه من الإرهاب, ومن القوى المحتلة التركية وهذا من صلب اتفاق «سوتشي».
باختصار, استطاع الرئيس بوتين أن يعيد أردوغان إلى حجمه وأن يذكره بالتزامه باتفاق سوتشي مع إعطائه مهلة جديدة لينفذ ما عليه من التزامات تجاه الإرهاب وتجاه احترام سيادة واستقلال ووحدة سورية, والإقرار بما أنجزه الجيش العربي السوري, مع التذكير أن (المهلة) محدودة.
The post كيف تعامل بوتين مع أردوغان؟! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.