قبل أن تضيّق سياسة رئيس النظام التركي رجب أردوغان الرعناء الخناق عليه، كان للشعب التركي النصيب الأكبر من هذا الخنق مع تزايد تداعياتها داخلياً وخارجياً، وفي إطار هذا التضيّق تزداد مساحة إرهابه وممارساته العدوانية التي تتعمق فجوتها لدى معارضيه في الشارع التركي، ورافضي ممارساته الإرهابية ونهجه في المحيط الإقليمي وعلى المستوى الدولي، ورغم كل ذلك لا يزال أردوغان يبدل أقنعته تبعاً للموقف والمكان والزمان، من دون أن يغير جلده أو سلوكه المفضوح، ما استدعى علامات الاستغراب والاستفهام!.
قد يتبادر إلى الأذهان الكثير من التساؤلات حول بقاء أردوغان واستمراره في نهجه الدكتاتوري الاستبدادي بالوتيرة نفسها ضد الشعب التركي بمختلف مشاربه السياسية والاجتماعية وزجّه بعشرات الآلاف منهم في سجونه ولا يزال يصدر مذكرات الاعتقال بحق كل من يعارض أو ينتقد سياساته الفاشية ويتحكم بالقضاء وأحكامه وغير ذلك من الارتكابات الخطرة داخل تركيا وخارجها وكل ذلك خدمة لأهدافه الشخصية، ما تسبب بشكل رئيس في كل المشكلات التي تعانيها تركيا داخلياً وخارجياً، ناهيك عن بقائه رأس حربة في الحرب الإرهابية على سورية، ومواصلة دعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية فيها، حتى وصل به الأمر للتدخل العسكري العدواني المباشر بما يخالف كل القوانين والمواثيق الدولية، إضافة إلى ابتزازه لأوروبا مستغلاً ورقة اللاجئين!.
في كل يوم يتلقى أردوغان صفعات متتالية في تركيا وخارجها كرد فعل واضح على سياساته الحمقاء وممارساته الشنيعة التي تتسع دائرة رفضها كل يوم، فبالأمس تلقى صفعةً كبيرةً من أقرب حلفائه وزير الاقتصاد السابق والمقرب منه علي باباجان، حيث أعلن الأخير تأسيس حزب جديد ليكون ثاني حزب يولد من رحم أزمة عاصفة تشقّ حزب أردوغان «العدالة والتنمية»، ودعا إلى تبني نهج جديد للاقتصاد والحقوق الديمقراطية وإنهاء مناخ القمع والترهيب والاستغلال السياسي للدين من قبل أردوغان الذي أفسح المجال واسعاً أمام صراعات داخلية وخارجية حولت تركيا إلى صفر علاقات.
كل ما جرى ويجري في تركيا نتيجة النهج الأردوغاني، بدأت انعكاساته تطفو على السطح في وجه نظام الاستبداد والدكتاتورية، لتأخذ الأمور مسارها الصحيح في تقويض سياسات أردوغان التي كلفت تركيا أثماناً باهظة ودفع فاتورتها الشعب التركي قبل شعوب المنطقة، فهل هي بداية النهاية لنظام أردوغان؟ أم إن لعصابته المتسلطة على الرقاب دور في إطالة فترة إنعاشه؟!.
The post صفعة جديدة لأردوغان appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.