وسط جدل متصاعد منذ عدة أشهر داخل «الكونغرس» حول مدى الصلاحيات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس لشن هجمات عسكرية في الخارج, وافق «الكونغرس» بشكل نهائي على قرار يحدّ من صلاحيات دونالد ترامب وأي رئيس مقبل, للقيام بأي عمل عسكري ضد إيران قبل طرحه للتصويت في «الكونغرس», بالإضافة لإلزامه بسحب القوات الأمريكية المشاركة في أعمال قتالية ضد إيران في حال لم يعلن «الكونغرس» الحرب أو يوافق على تفويض محدد باستخدام القوة العسكرية, وذلك في خطوة تعكس رغبة حقيقية وان جاءت متأخرة, لدى عدد كبير من المشرعين بأن يسترجع «الكونغرس» صلاحياته بإعلان الحروب كما ينص الدستور الأمريكي.
رغم أن ثمانية أعضاء «جمهوريين» في مجلس الشيوخ انضموا إلى «الديمقراطيين» في تأييد التشريع, إلا أنه يفتقر إلى موافقة ثلثي الأصوات المطلوبة لتجاوز «فيتو» ترامب الذي كان هدد باستخدامه لإجهاض أي قرار يحاول أن يلجمه عن شن أي عمل عسكري ضد طهران.
وعليه, من غير المتوقع أن يصبح القرار النهائي «للكونغرس» قانوناً, إلا أن تمرير القرار عبر مجلسي «الشيوخ» و«النواب» يمثّل ضربة قوية لترامب, ورسالة توبيخ مفادها أن أعضاء حزبه «الجمهوري» أيضاً لا يؤيدون سياساته المتهورة تجاه إيران, بل ويتفقون مع «الديمقراطيين» بأن ترامب يقود البلاد نحو مواجهة شاملة مع إيران, وتصرفاته تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي وتهدد مصالح واشنطن في الخارج, خاصة في ظل عدم امتلاك ترامب استراتيجية متماسكة للمحافظة على سلامة الأمريكيين والتوصل لخفض التصعيد مع إيران.
المشرعون الأمريكيون استندوا في قرارهم إلى أن القانون الصادر عن «الكونغرس» عقب هجمات 11 أيلول 2001 والذي أعطى الرئيس الأمريكي التفويض باستخدام القوة ضد الجماعات المرتبطة بهجمات أيلول, لا يعطي التفويض بشن الحروب بشكل عام.
ناهيك عن حقيقة يتجاهلها ترامب ويتقصد أن يغض الطرف عنها, وهي أن الشعب الأمريكي لا يريد الحرب مع إيران, وما تصاعد الجدل وتزايد الانقسام السياسي منذ جريمة اغتيال الفريق الإيراني قاسم سليماني, سوى دليل دامغ على أن تلك العملية لم تكن محل رضى أمريكي لدى شرائح واسعة رأت فيها إعلان حرب ليست واشنطن مستعدة لها, كما أنها لن تقوى على تحمل تداعياتها خاصة فيما يتعلق بالقوات الأمريكية الموجودة في الخارج.
The post «الكونغرس».. ومحاولات لجم ترامب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.