حرب النفط بين السياسة والاقتصاد

اندلعت حرب النفط بين المنتجين العالميين، في وقت تحول العالم إلى الاهتمام بخطر داهم يتمثل بفيروس كورونا، وما رافقه من خفض للطلب انعكس على أسعار المادة الأحفوريّة، لكن في جوانب الصراع على أسعار النفط اختلط السياسي بالاقتصادي في حرب بعيدة عن الأعين، لكنها مستعرة لأهداف حالية ومستقبلية متشابكة.

لقد تحول النفط إلى لاعب رئيسي في الميادين السياسية والاقتصادية، وتحولت حصص الإنتاج إلى نقاط بارزة في الخلاف بين منتجين رئيسيين روسيا والسعودية، فالأولى ترغب بالمحافظة على أسعار معقولة لبرميل النفط، بينما السعودية ترغب بزيادة الإنتاج وخفض الأسعار لمرحلة ما، بهدف إخراج النفط الصخري الأمريكي من معادلة الإنتاج المجدي اقتصادياً وبالتالي إضعافه في السوق العالمية، متسلحة بالضغوط الصهيونية والعقوبات على إيران، لكن إلى هذه المرحلة، فإن النفط الصخري الأمريكي المرتفع التكاليف مازال يقاوم بسبب الدعم الاستثنائي من إدارة ترامب للقطاع النفطي.

في أمريكا صراع بين “الدولة العميقة” وإدارة الرئيس ترامب- في جانب السياسة الخارجية-، فرموز “الدولة العميقة” تريد مواصلة الرهان على العقوبات والضغط على دول عالمية فاعلة يدخل النفط بشكل رئيسي في ميزانيتها، كروسيا وإيران وفنزويلا، لضرب اقتصادياتها واستنزافها لأبعد قدر ممكن، وما يتبع ذلك من ضعف في فاعليتها السياسية والعسكرية على الساحة الدولية، من خلال خفض أسعار النفط –هنا قد تلتقي مع السعودية-، لكن هذه السياسة تقع بين نارين، الأولى ومن حيث لا تدري ستقدم فائدة كبرى تعود على الصين الخصم الاقتصادي الأول لأمريكا من جراء خفض أسعار النفط، والثانية دفع الاستثمارات الأمريكية في النفط الصخري إلى المزيد من الخسائر، وربما دفع هذه الصناعة إلى الانهيار، وهذه ورقة رابحة بيد ترامب الذي يهتم بالاستثمارات الداخلية في النفط الصخري ويعنيه في الصراع المتواصل مع “الدولة العميقة” بقاء أسعار النفط معقولة، وخاصة أنه على أبواب الانتخابات.

“وربما هنا يكمن رفض روسيا لزيادة الإنتاج واللعب بالأسعار خدمة لترامب”.

حرب النفط حرب متشابكة يدخل فيها التناقض بين الحلف الواحد، وأحياناً التوافق بين الخصوم، فالخسارة قد تضرب مفجرها وأحياناً قد تذهب الفائدة لطرف ليس بحسبان الأطراف المشاركة بالحرب، لكنها حرب للسيطرة على إمدادات الطاقة العالمية، كما هي للنفاذ السياسي للدول.

The post حرب النفط بين السياسة والاقتصاد appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the حرب النفط بين السياسة والاقتصاد on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.