توقعت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، حصول البلاد على لقاح مجموعة “أسترازينيكا” المطور مع جامعة “أكسفورد”، لعدم وجود التسهيلات اللازمة للحفاظ على لقاحات “فايزر” في تجميد عميق للحفاظ عليها.
وقالت ممثلة المنظمة، أكجمال ماغتيموفا، إن نجاح طرح لقاحات “كورونا المستجد” في سوريا يعتمد على توافرها وتوزيعها، وقد يغطي في البداية 3% فقط من السكان، مشيرة إلى أن طلب حكومة النظام السوري بموجب برنامج “كوفاكس” سيغطي 20% من السكان، لكن قد لا يأتي هذا الإمداد بجرعات اللقاح على الفور.
وأضافت أن البلاد مؤهلة لتلقي اللقاحات مجانًا من خلال جهود منظمة “كوفاكس” العالمية التي تهدف إلى مساعدة البلدان منخفضة الدخل في الحصول على اللقاحات.
ولم تستطع ماغتيموفا تحديد موعد وصول الشحنة الأولى، أو عدد اللقاحات المتوقعة، أو كيفية طرحها في بلد “مقسم لا يزال في حالة حرب”، لكنه من المتوقع أن تطرح “كوفاكس” اللقاح في نيسان المقبل، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الثلاثاء 2 من شباط.
وعبرت المسؤولة في مقابلة أجرتها مع الوكالة في دمشق، عن مخاوفها بشأن التوزيع العادل للقاحات في جميع أنحاء البلاد، إذ “دُمر قطاع الرعاية الصحية منذ عقد من الحرب ولا يزال مقسمًا إلى ثلاثة أجزاء متنافسة”.
وأشارت المسؤولة إلى ضرورة اتباع نهج مرحلي، لتغطية 3% من السكان في المرحلة الأولى، والتي يمكن أن يُستهدف خلالها بشكل أساسي القوى العاملة الصحية التي تتعمل مع مرضى الجائحة، ثم التوسع لتشمل فئات أخرى من السكان.
وأوضحت ماغتيموفا أن سوريا شهدت ذروتها في منتصف آب 2020 وتشهد الآن موجة ثانية بدأت في منتصف كانون الأول الماضي، مضيفة أن الأعداد تتراجع حاليًا، ولا يوجد أي دليل على أن الإشغال في المشافي يتجاوز عدد الأسرة المتاح.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بضرورة حصول منظمات الإغاثة الدولية على الدعم اللازم لتوزيع لقاح فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بجميع مناطق القوى المتصارعة في سوريا.
وقالت الباحثة السورية في “هيومن رايتس ووتش” سارة الكيالي، إن “على أولئك الذين يزودون سوريا باللقاحات، أن يبذلوا قصارى جهدهم لضمان وصول لقاحات (كورونا) إلى الفئات الأكثر ضعفًا بغض النظر عن مكان وجودهم في البلاد”.
وأضافت الكيالي، “بين التدمير الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الصحية من قبل الحكومة السورية في أثناء النزاع، والافتقار إلى تقديم مساعدات موثوقة، سيكون توزيع لقاح فيروس (كورونا) في سوريا صعبًا للغاية حتى من دون نهج الحكومة التمييزي في تقديم المساعدة”.
وما زال الوقت مبكرًا لتقديم ضمانات حول حصول كل شخص داخل سوريا على اللقاح بطريقة عادلة، بحسب كيالي.
ويؤكد تقرير المنظمة أحقية كل فرد بموجب القانون الدولي في الحصول على “أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية”، ما يرتب على الدول واجبًا يتمثل في “إتاحة جميع المساعدات للجميع دون تمييز، ولا سيما للفئات الأكثر ضعفًا للتمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه”، ويمتد هذا الالتزام إلى المناطق التي تخضع لسيطرة حكومة النظام.
اقرأ أيضًا: “هيومن رايتس ووتش” تطالب بالتوزيع العادل للقاح “كورونا” في سوريا
لقاح “أسترازينيكا”
تعد الكلفة الضئيلة من أبرز ميزات لقاح مختبرات “أسترازينيكا” وجامعة “أكسفورد”، إذ تبلغ كلفة الجرعة الواحدة 2.5 يورو، بحسب ما نقلته شبكة “DW” الألمانية.
كما أنه سهل التخزين، إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافًا للقاحي “موديرنا وبيونتيك” و”فايزر” اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جد”ا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني.
وكان المدير العام لمختبرات “أسترازينيكا”، باسكال سوريو، أعلن أن اللقاح قادر على مكافحة السلالة الجديدة من فيروس “كورونا المستجد” التي تسببت بفورة إصابات جديدة في بريطانيا، والعديد من الدول الأخرى.
وطورت مجموعة “أسترازينيكا” البريطانية اللقاح بالتعاون مع جامعة “أكسفورد”، وهو ثاني لقاح ترخص له وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية بعد لقاح “بيونتيك وفايزر”.
الانضمام إلى “كوفاكس”
وقدمت حكومة النظام السوري، في 15 من كانون الأول 2020، طلبًا رسميًا للمشاركة في اتفاقية “كوفاكس”، وهي مبادرة عالمية لتوسيع الوصول إلى اللقاح بقيادة منظمة الصحة العالمية، وليس من الواضح ما إذا كانت الخطة المقدمة تشمل جميع أنحاء البلاد، بحسب “هيومن رايتس ووتش”.
كما قال وزير الصحة السوري، حسن الغباش، في 21 من كانون الثاني الماضي، إن “من أهم شروط شراء سوريا للقاح هو التأكد من أنه لا يؤثر على سيادة سوريا”، الأمر الذي يشير إلى أنه من غير المرجح أن تكون حكومة النظام قد ضمنت وصول اللقاح إلى الشمال الشرقي، الذي لا يقع تحت سيطرتها ومن ضمن خططها.
وقالت القوى المسيطرة على معظم شمال غربي سوريا لـ”هيومن رايتس ووتش”، إنها قدمت بدورها عرضًا رسميًا لـ”كوفاكس”، بشأن المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولم يعلَن عن هذه الخطط بعد، ومع ذلك، لا يوجد في شمال شرقي سوريا حاليًا أي ترتيب للحصول على اللقاحات بشكل مستقل.
اقرأ أيضًا: مفاوضات لتأمينه لم تكتمل.. من يمنح النظام السوري لقاح “كورونا”
سوريا داخل الذروة الثانية
وفي 23 من كانون الثاني الماضي، ناقش فريق حكومة النظام المعني بالتصدي لجائحة “كورونا” مع مجلس الوزراء السوري مراحل التفاوض مع منظمة الصحة العالمية في مجال استجرار اللقاح “كورونا”، وكلف وزارة الصحة تقديم مذكرة في ضوء ما ستسفر عنه المفاوضات.
وقبلها بأيام، قال معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، عاطف الطويل، إن سوريا بدأت بمفاوضة منظمة الصحة ومنظمة أخرى لتأمين اللقاحات للدول التي لا تستطيع تأمينها ومنها سوريا.
وأضاف الطويل أن اللقاحات ستعطى في البداية للكادر الطبي وبعض أصحاب الحالات المزمنة والخاصة لتنجو من الفيروس.
في 30 من تشرين الثاني الماضي، وجهت وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري مديري الصحة والهيئات العامة في المستشفيات، لإيقاف العمليات “الباردة”، في محاولة للحد من تفشي الإصابات بفيروس “كورونا”.
وأوقفت العمليات “الباردة” اعتبارًا من 2 من كانون الأول الحالي، بينما استمر العمل بالنسبة للحالات الإسعافية والجراحية الخاصة بالأورام.
وطالبت الوزارة بضرورة انتقال كل المستشفيات للعمل ضمن خطة الطوارئ (B)، والتوسع ضمن أقسام المستشفى لمصلحة مرضى “كورونا”، ورفد هذه الأقسام بالكوادر اللازمة المدربة بما ينعكس إيجابًا على قبول كل الحالات المشتبه بإصابتها، وعدم إحالتها إلى مستشفيات أخرى إلا بعد التنسيق مع غرفة الطوارئ في الإدارة المركزية.
وسجلت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، وفق آخر إحصائياتها، أكثر من 14 ألف إصابة بفيروس “كورونا المستجد”، تُوفي منها 926 شخصًا، وتماثل للشفاء 7644 شخصًا.
Posted from Enabbaladi
Note: Only a member of this blog may post a comment.