قدرت دراسة مشتركة أجرتها منظمة “World Vision” الخيرية وشركة الاستثمارات “Frontier Economics” تكلفة الحرب الاقتصادية في سوريا بترليون و200 مليار دولار أمريكي.
وتبلغ التكلفة الإضافية من الآثار السلبية على صحة الأطفال وتعليمهم 1.7 ترليون دولار أمريكي، بينما يبلغ إجمالي المساعدات إلى سوريا، بحسب الدراسة، 19.4 مليار دولار، أي 1.6% فقط من إجمالي التكلفة الاقتصادية.
وتتناول الدراسة الصادرة أمس، الخميس 5 من آذار، بعنوان “ثمن باهظ للغاية: تكلفة الصراع على أطفال سوريا”، التأثير العام للحرب منذ عشر سنوات على النمو الاقتصادي في سوريا (الناتج المحلي الإجمالي)، وعلى رأس المال البشري، مع التركيز بشكل خاص على أطفال سوريا.
وذكرت الدراسة أن متوسط العمر المتوقع للأطفال السوريين انخفض بمقدار 13 عامًا، وسيكون للعنف والانتهاكات الجسيمة آثار مباشرة وطويلة الأجل على بقاء الطفل ورفاهه النفسي والاجتماعي، ما يسهم بشكل كبير في التكلفة الاجتماعية والاقتصادية الإجمالية لسوريا.
وتكشف النتائج عن التأثير “الهائل” على الأطفال الناتج عن العنف المستمر والتهجير القسري ومحدودية الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية، مشيرة إلى أن جيلًا كاملًا تعرض للاضطراب التام، ما يعرض تعافي سوريا ونموها الاقتصادي للخطر بمجرد انتهاء الحرب.
وقال الرئيس والمدير التنفيذي للمنظمة، مايكل ماسنجر، إن “الحرب في سوريا كانت عقدًا من الكارثة، وبينما وقف العالم متفرجًا وسمح لهذا الصراع بالاشتعال، وقع ملايين الأطفال في مرمى النيران”.
وأضاف ماسنجر أن قتل الأطفال ونهبهم من منازلهم وسلب حقوقهم وحرمانهم من الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم مستمر، مشيرًا إلى أن السلام الدائم هو الآن “الحل الوحيد القابل للتطبيق”، داعيًا المجتمع الدولي لأن يبذل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك قبل أن “تختصر حياة المزيد من الشباب”.
من جهته، قال مدير برنامج الاستجابة للمنظمة في سوريا، يوهان موج، “يأتي الأطفال إلينا يوميًا في سوريا، وهم جائعون وباردون ومنزعجون بشدة مما شهدوه وعانوه”.
وأضاف موج، “يمكن للأولاد والبنات في سن الخامسة أو السادسة تسمية كل نوع من أنواع القنابل من صوتها، لكن في بعض الأحيان بالكاد يستطيعون كتابة أسمائهم، بعد أن فاتتهم فرصة التعليم”، مشيرًا إلى أنه لا يمكن ترك الأطفال ليبقوا محاصرين في دائرة العنف هذه.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قدرت عدد الأطفال المحرومين من التعليم في سوريا خلال عشر سنوات من الحرب، بأكثر من مليوني طفل.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” في شباط الماضي، تضم أربع دول، بينها سوريا، أكبر عدد من الجنود الأطفال في العالم.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في اليوم العالمي للطفل، في 20 من تشرين الثاني 2020، انتهاكات بحق الأطفال في سوريا، وركز التقرير على عمليات تجنيد الأطفال قسريًا، إذ جندت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ بداية تأسيسها، ما لا يقل عن 113 طفلًا، قُتل 29 منهم.
وصُنفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي، وأوضح تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، في 20 من تشرين الثاني 2020، أن واحدًا من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
وبحسب تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قُتل ما لا يقل عن 29 ألف طفل في سوريا منذ آذار 2011، بالإضافة إلى وجود أكثر من أربعة آلاف طفل مختفين قسرًا، ومئات آلاف المشردين.
Read morePosted from Enabbaladi
Note: Only a member of this blog may post a comment.