رغم حجم الضرر الكبير، الذي طال قطاع النسيج خلال سنوات الحرب الإرهابية، بشكل أدى إلى تسوية معامل كبيرة وصغيرة وورش بالأرض، إلا أن صناعييها رفضوا الاستسلام لماكينة الموت، فارتضوا العمل في أقبية تحت الدرج للمحافظة على منتج «صنع في سورية» واستمرار توريده إلى السوق المحلية والخارجية، ليكون معرض دمشق الدولي إثباتاً فعلياً لقدرة الصناعي السوري على إنتاج سلع بمواصفات جيدة وسعر منافس فاجأت الوفود العربية والدولية المشاركة، التي أبرمت عقوداً تصديرية عديدة لإعادة طرح هذه المنتجات في أسواقها المتعطشة لها، ما يبين أن دولاً كثيرة أعادت تشبيك علاقاتها الاقتصادية من جديد مع سورية من بوابة درة معارض الشرق الأوسط.
معرض دمشق الدولي يعد انتصاراً سياسياً وإثباتاً لأصحاب القرار والحكومة وأن الصناعات النسجية تعافت وخاصة أن عدد شركات القطاع النسيجي المشاركين تجاوز 130 شركة، بينما يوجد حوالي 350 صناعياً وتاجراً وسيدات أعمال من حلب وحدها، ما يبين أن الصناعة المحلية قادرة على الإنتاج وتغطية حاجة الأسواق المحلية مع إمكانية تصدير الفائض، حسب رئيس لجنة العرقوب الصناعية محمد الصباغ الذي أكد أن المعرض أعاد التواصل بين المحافظات وشجع التجار على تشبيك علاقاتهم مجدداً مع الصناعيين في المدن الأخرى وخاصة بعد تحسن الأوضاع الأمنية وإمكانية التنقل، لافتاً إلى ضرورة دعم التواصل مع الزبون الخارجي أكثر من مسألة دعم شحن البضائع مع تنشيط دور المكاتب التجارية في السفارات والملاحق التجارية بغية الترويج للمنتجات السورية مع إعطاء مساحات أكبر في الإعلام المحلي لدعم الصناعة المحلية.
يعد معرض دمشق الدولي حلقة اقتصادية وبوابة لإعادة الارتباط بين المنتجين في المحافظات والدول العربية، علماً أنه يعد مرحلة أولى ودليلاً لرسم طريق للزبائن المحليين والخارجيين وتشكيل علاقات جديدة لإبرام عقود تصديرية في مواسم لاحقة، كما يؤكد أكرم كتكوت من لجنة مصنعي ومصدري الألبسة الولادية، فيقول: المعرض اليوم يمثل مرحلة زرع لنحصد خيره في مواسم أخرى، وهو أمر سيتحقق وخاصة بعد رؤية العدد الكبير من رجال الأعمال من الدول العربية الذي ساهم اتحاد المصدرين في قدومهم إلى المعرض، الذي سيشهد حتماً إبرام عقود في خلال أيام المعرض لكن العقود الأهم ستكون في المواسم القادمة، مشيراً إلى أهمية الخطوة التي قامت بها الحكومة في دعم شحن البضائع مجاناً، فالتصدير يقوى عبر إبرام عقود تصديرية بشكل دائم من خلال وجود إنتاج جيد وشحن رخيص.
الصناعي حسن كفرناوي أكد مشاركته خلال الأزمة في سبعة معارض تخصيصية منها معرض «سيريامود» و«خان الحرير»، اللذان حققا نجاحاً لافتاً بشهادة رجال أعمال من دول عربية وصديقة، واليوم معرض دمشق الدولي هو استكمال لهذه المعارض، لكنه يحمل بعداً مهماً لكونه يحمل رسالة للعالم أجمع وخاصة بعد انتصارات الجيش العربي السوري وأن الاقتصاد المحلي بدأ يتعافى ودورة الإنتاج عادت إلى العمل، مفنداً ادعاءات من يروج أن سورية مدمرة اقتصادياً، ليأتي هذا المعرض المهم بمشاركة محلية ودولية واسعة ويظهر أن موقع سورية ثابت على الخريطة كموقع استراتيجي وقوة اقتصادية ستعيد مكانتها عاجلاً أم آجلاً.
وأشار إلى توقيع العديد من العقود مع الدول العربية كالعراق والجزائر وليبيا وغيرها، مبدياً استعداده إلى إنتاج كميات كبيرة لتصديرها إلى الأسواق الخارجية، فحلب كانت تسمى «صين العرب» وستبدأ من معرض دمشق الدولي استعادة مجدها السابق، وخاصة أن المعرض ساهم في كسر حاجز الخوف عند الزبون الخارجي، الذي سيتشجع بعد زيارته إلى سورية إلى تكرارها مجدداً بغية تعزيز التعاون التجاري مع الصناعيين السوريين.
إثبات وجود
الصناعي مهند غزال شدد على أن سبب مشاركته في معرض دمشق الدولي هو إثبات الوجود والتأكيد أن الصناعة في حلب لم تتوقف رغم حجم الضرر الكبير الذي أصابها، فصناعيوها استمروا في العمل مع أن مقومات الصناعة كانت شبه معدومة بغية المحافظة على صناعاتهم ومنتجهم، لذا تم إيجاد بدائل لاستمرارية العمل والإنتاج، واليوم معرض دمشق الدولي يثبت وجود منتج محلي منافس نوعي يرغب به المستورد العربي والأجنبي من أجل استيراده وطرحه في أسواقه.
The post صناعيو قطاع النسيج: معرض دمشق الدولـي أثبت تعافي الصناعـة المحلية ومهّد الطريق لاستعادة أسواقها الخارجية والتشبيك مع مســتوردين جدد appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.