وجهة نظر.. المصداقية الروسية وإشكالية الدور التركي!

لاشك في أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، ومباحثاته مع الرئيس التركي رجب أردوغان في ظل الظروف والمسارات في المنطقة، ولاسيما في سورية والشمال العراقي، تدلل من جديد على حرص روسيا الاتحادية على تفكيك التعقيدات والتشابكات المحيطة بالأزمة في سورية، وفي أزمات المنطقة محتملة الحدوث بما تحمله من مخاطر وتحديات بسبب الاستفتاء الذي أجراه أقليم كردستان العراق للانفصال عن الوطن الأم العراق، ما يهدد ليس فقط وحدة الأراضي العراقية وسيادتها، بل أيضاً يهدد الوضع في المنطقة برمتها، نظراً لما يمكن لهذا الانفصال أن يحدثه من تفجيرات وصراعات على امتداد جغرافيا الدول المجاورة والمحيطة بالإقليم، وهي تركيا وإيران وسورية والعراق، فهذه الأخطار بدأت تظهر وتطل برأسها من خلال مؤشرات وملامح الإعلان عن الاستفتاء الذي تعرّض لتنديد غير مسبوق ومن معظم دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ولو أن هناك شكوكاً حيال الموقف الأمريكي الذي يبدو أنه استعراضي واستهلاكي، ولكن وحدها «إسرائيل» من وصف الانفصال بأنه كنز استراتيجي لها، وما كان لنتنياهو أن يتخذ هذا الموقف إلا في ضوء ما أوحت له الولايات المتحدة بعزمها على توفير التغطية اللازمة له من أجل أن يعلن هذا الموقف.
بمعنى آخر إن «إسرائيل», وجدت في التحدي والاستفزاز والخرق الذي تبناه مسعود برزاني ضالتها المنشودة لتؤجج على نحو خطر الأوضاع في المنطقة وتفجيرها بحيث تستمر حالة الحروب والاقتتال بعد القضاء على «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
وفي اعتقادي أن الدور الإسرائيلي التخريبي والتفجيري لم يكن غائباً عن المباحثات بين الرئيس بوتين مع نظيره التركي، ويمكن وضع أيدينا على بعض النتائج التي خلصت إليها هذه المباحثات، بالتأكيد على ما أحدثه لقاء «أستانا» من توجّه حقيقي وجاء في دورته السادسة لإنجاح منطقة خفض التصعيد في إدلب وهو النجاح الذي وضع تركيا فعلاً تحت اختبار فيما إذا كانت ستفرض على الميليشيات المسلحة التي رعتها ودعمتها الالتزام بنظام وقف العمليات القتالية ووقف سفك الدم السوري سواء في إدلب أو غيرها من المناطق، بما يساهم في إنضاج الحل السياسي السوري-السوري، والاستمرار في مكافحة الإرهاب للقضاء عليه، الأمر الذي في حال تحققه سيفتح الباب بكل ثقة وأمل ومصداقية لإنجاح محادثات «جنيف» التي بدأ الحديث عنها عبر المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا والتي ستعقد في أواخر الشهر الحالي.

The post وجهة نظر.. المصداقية الروسية وإشكالية الدور التركي! appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the وجهة نظر.. المصداقية الروسية وإشكالية الدور التركي! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.