لم يكن القنباز والسلك، أو الطقم وعلبة «التتن» هي الصفات الوحيدة التي تميز مختار الحي أيام زمان، فقد كان المختار من أصحاب الأعيان يدفع من جيبه لمساعدة فقراء وأرامل وأيتام الحي، حتى من انقطعت بهم السبل فبيت المختار يسترهم ويقدم المعونة لهم.
المختار الذي لم تكن وظيفته مهنة سياسية فقط، بل تعدّت ذلك لتشمل الحالة الإنسانية، وبقدر ما كانت وظيفة المخترة تقدم قيمة مضافة لصاحبها، إلا أنه كانت لها تكلفة مادية يحتسبها المختار من جيبه تطبيقاً لمقولة (اللي بدو يعمل جمّال) واللي بدو يعمل مختار لازم يفتح مضافته ويسمع ويحل مشكلات أهل حيه، طبعاً إلى جانب قيامه بأعماله الإدارية الحكومية، حيث هو صلة الوصل، وعنده يصير توثيق الأحوال المدنية.
حال مختار الأمس يختلف تماماً عن حال مختار اليوم الذي باتت مضافته باردة لا قهوة مرّة تبل ريق السائل أو صاحب حاجة لختم مختار بات همه كيف يسحب المصاري من جيب المواطن؟؟
فتكلفة الشهادة الممهورة بختمه محفوظة عن ظهر قلب ولا حاجة له لمكتب سكرتاريا يفنّد أسعار الدفع!.
وورقة من مثل سند إقامة يحاسبك المختار عليها بـ500 ليرة من دون احتساب الطوابع (أمّ) الـ100 ليرة والمثمّنة بالقروش حكومياً.
فتخيلوا حصيلة ما يجنيه درج المختار لحي مكتظ بالسكان من وراء إيداعات مراجعيه لختم سند إقامة فقط، هذا إذا لم نحتسب تكلفة بقية الأوراق التي لابدّ فيها من ختم مختار، و500 مع 500 والقلم «جماع» لتصير يومية المختار تحاكي يومية التجار، ولتتحور مهنته التي لا أعلم ما هي الآلية المتبعة في تنصيبه أهي انتخابات أم تعيينات؟؟
ولتصير (مصلحة) و(حرفة) بعد أن كانت مهنة إنسانية واجتماعية.
أحد العصافير همس في أذني بأن هناك من يدفع –الله يدفع البلى عنا وعنكم- (البرطيل) ليحصل على وظيفة المخترة..
يا جماعة الخير اتقوا المناصب فينااا..
ومن باب الحفاظ على صورنا التراثية وثقافة شارعنا ساهموا بالحفاظ على صورة المختار صاحب الأيادي البيضاء، وع قولة فيروز:
أنا ما بحب الشرح كتير/ ولا في عندي غاية/ بدي أسألك شو عم يصير/ حتى عمرت هالبناية؟؟
The post قوس قزح.. يا مختار المخاتير..! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.