واجهت صناعتنا منذ سنوات خلت تحديات مهمة وصعوبات جمة أثرت في مسيرتها الاقتصادية والتصديرية، لتأتي الأزمة وتزيد من حجم الإشكالات التي شكلت عبئاً ثقيلاً على هذا المرفق الصناعي الإنتاجي الذي حقق قفزات نوعية في وقت ما..
نالت شركاتنا الصناعية من ويلات الحرب ما نالته بقية الشركات في القطاعات الأخرى، منها ما تم تدميره ومنها ما تم سرقة المعامل وخطوط الإنتاج من داخلها، وبعض منها تعرض لخسائر فرضتها التموضعات المكانية وصعوبة وصول العمالة، وتالياً خسائر فادحة في الأموال والآلات والنتيجة، شركات خاسرة بالمطلق لا تنفع معها أي ترقيعات أو أي عملية إعادة تأهيل لخطوطها..
تعاقبت الإدارات والوزارات وكثرت الرؤى والدعوات للإصلاح الصناعي ومعالجة تلك الشركات المتعثرة، فبين دراسة ودعوة هناك خطة للتدخل، وهكذا مضت الأشهر العديدة على إطلاق تلك التصريحات، ولم نرَ شيئاً يذكر على صعيد حسم مشكلة كبيرة جداً.. فإلى متى سيبقى عديد الشركات متروكاً كالركام، والموظفون بلا أعمال والإنتاج في خبر كان والدعم الحكومي لتأمين الرواتب والأجور لهم على قدم وساق..!
حل المشكلة لا يحتاج كل هذا الزمن الطويل وكل تلك اللجان المشكلة ولا لعديد الاجتماعات المتلاحقة.. فقط آلية صحيحة تنسف كل الشركات الخاسرة من أساسها عندها تضع الحكومة حداً لنهر الأموال المهدورة بلا فائدة سوى الإطالة في عمر شركات ميتة منذ زمن طويل… وعمالها إلى شركات أخرى وضعها الإنتاجي مقبول.
من جديد، آخر المطالبات كان من الحكومة بشأن إنهاء واقع الشركات الصناعية الخاسرة، ولكن لا يحمل طلب الحكومة الجديد توضيحاً عن كيفية المعالجة ولا عن البرنامج ولا كيفية تصفيتها إذا ما تم الأخذ بهذا الخيار الاقتصادي الواجب تنفيذه، وتركت المهمة لوزارة الصناعة لتقديم رؤيتها وما أكثر خططها واستراتيجياتها وكلها مع الأسف بلا زبدة..!
لنعيد اليوم الألق لصناعتنا، لنتذوق طعم الإنتاج من جديد، لنعيد اكتشاف وتدوير خطوط إنتاج أفقية وعمودية قادرة على إعطاء منتجات قوية بحلل زاهية وأصناف تلاقي القبول عند كل الزبائن، فالتأخير والتسويف لم يعودا مقبولين في وقت يستدعي العمل والعمل الجاد..
The post بلا مجاملات.. معالجات قاصرة! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.