في علم الاقتصاد يعدّ استقرار سعر الصرف تجاه العملات الصعبة خطوةً إيجابية تسجل لمصلحة السياسات النقدية وما تؤول إليه الإجراءات المتخذة، وفي حالة الأزمات تختلف المعادلة شيئاً ما وتظهر للسطح التذبذبات المخيفة صعوداً وهبوطاً، وهذه مرحلة عشنا بعضاً من فصولها وسرعان ما انتهت إلى غير رجعة ..
الآن.. حصلت تحسينات كثيرة صبّت في خانة تعزيز مكانة الليرة السورية تجاه العملات الأخرى، من خطوات داعمة إجرائية وإنتاجية منوعة، وإن كان التحسن بطيئاً لكنه إيجابي، وإن استقر عند حدود فترة طويلة.. وحسبما رشح عن الجهات النقدية هناك قرارات وإجراءات جديدة ستعزز قوة ليرتنا، بمعنى تعزيز مكانتها، وتالياً تراجعات في أسعار الصرف لتصب في مناحي أنشطتها وتعاملاتها..
وهنا السؤال بات مطروحاً، وهو ليس وليد اللحظة الحالية: استقرار الليرة وتراجع أسعار الصرف يفترض أن تقابلهما تراجعات ملموسة على بعض النشاطات الإنتاجية والتجارية وتخفيف لهيب أسعار الأسواق التي لم تتراجع بعد، وبقيت محافظة على وجودها عالياً، محلقةً برغم تدخلات بعض الوزارات عبر اتخاذ العديد من الإجراءات التي تكبح غلواء الأسعار وتماديها كثيراً..!
السوريون الآن يعيشون واقعاً صعباً جداً، أنهكتهم الأزمات من الحرب وتداعياتها إلى الأسعار وجنونها وقلة الحيلة والمعيشة من أمامهم، ناهيك بطمع واستغلال التجّار والحيتان الكبار في نسف أي أمل قد يرون فيه ملاذاً مناسباً لدفن مشكلاتهم وحملها الثقيل على رقابهم، قسم كبير منهم ولا يستهان به تحولوا إلى خط الفقر ولا نقول بحرفية الكلمة تجاوزوها نزولاً لغياب الدراسات الرسمية التي لا تزال تصر على عدم إخراجها للنور.. لكن الواقع لا يحتاج أرقاماً ومؤشرات فهو مفضوح وجلي يظهر للقاصي والداني في الشارع والحارة وغيرهما من الأماكن…!
بمرارة نستطيع القول: إن أسراً عديدة لم تعد قادرة على تأمين طعام أولادها ومستلزمات حياتهم الأساسية وأسراً لاتزال تقاوم آثار الغلاء الطاحنة حتى الرمق الأخير، وتالياً فقد نفد مخزون الصبر عند الكثيرين، في وقت لم يعد يجدي نفعاً تقديم التبريرات والنصائح والبيانات المزركشة بوعود السين لغلابة كُثر، سلاحهم الوحيد التشبث بالصبر ومرارته…!
للأسف بعض جهاتنا الوصائية لاتزال تبحث عن «القرارات السهلة» ولا تجهد نفسها في إيجاد قرارات تصب في «خدمة العباد» فالصبر له حدود والتحمل كذلك..!
The post بلا مجاملات.. للتحمّل حدود..! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.