مهما حاولت، لن تستطع «إسرائيل» تجميل قبح وجهها الممزوج بممارسات مسؤوليها العنصرية وانتهاكاتهم الإجرامية وارتكاباتهم غير القانونية واللاأخلاقية بحق الدول والشعوب والمنظمات الدولية حتى امتلأت سجلاتهم سواداً بعد سواد، فـ«إسرائيل» التي ضيقت الخناق على نفسها من كل الاتجاهات تعاني من جملة ما تعانيه من تفاقم الفساد الذي ضرب أطنابه في مختلف قطاعاتها بلا استثناء.
ملفات الفساد التي تنخر «إسرائيل» اليوم هي غيض من فيض تراكمات ما تعانيه في هذا الجانب على مدى عقود والتي تم التعمية عليها كي لا يفتضح أمرها تارة أو إغلاقها وربما تجاوزها لاعتبارات معينة تارة أخرى، لكن تفاقمها دفع إلى فتح تحقيقات في فترات زمنية مختلفة طالت مسؤولين بمستويات متعددة لم يسلم منها رؤساء حكومات متورطون بتهم الفساد المالي والرشوة وزج بعضهم في السجن على خلفية ثبوت التهم الموجهة إليهم، بينما بقيت ملفات البعض مغلقة لأسباب بعضها مجهول وبعضها الآخر لغايات متعددة.
بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتورط بقضايا فساد يخضع للتحقيق في قضيتين منفصلتين، بينما يسعى حزبه «الليكود» لتقديم «مشروع قانون» يؤمن «الحصانة» لرؤساء الحكومة بحيث يمنع فتح تحقيق مع رئيس الوزراء مادام في موقعه، وسيتم التصويت على المشروع نهاية العام الحالي حسب مصدر إسرائيلي معني في هذا الشأن، فهل الغاية من ذاك المشروع تأمين «الحصانة» من التحقيق بتهم الفساد؟ أم تحصين المسؤولين المتورطين من الملاحقات القضائية؟.
وبغض النظر عن التكهنات بشأن التصديق على المشروع أو الاعتراض عليه أو بعيداً عن إمكانية أن يستفيد منه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية الحالي أو خلفه في حال التصديق عليه أو ربما محاولة قيام نتنياهو بإجراء انتخابات مبكرة تمكنه من إعادة انتخابه ليستغله لمصلحته وفق ما يشاع، بحيث يستطيع التملص من التحقيق القضائي بالاتهامات المدان بها والتفلت من محاكمته لاحقاً، وهذا المشروع في حال أصبح «قانوناً»، فإنه يفسح المجال لرئيس حكومة الاحتلال للهروب إلى الأمام والتملص من التهم الموجه إليه ومن ملفات الفساد المتورط بها والتشجيع أكثر على ارتكاب المزيد من الانتهاكات من جانب، و«تبييض» صورة «إسرائيل» السوداء في الخارج قبل الداخل من جانب آخر.
في كل الأحوال فإن ما يجري في «إسرائيل» بشأن هذا الملف أو سواه من ملفات تورط المسؤولين الإسرائيليين وممارساتهم وسياساتهم العدوانية هو تجسيد حقيقي لصورة «إسرائيل» القبيحة، وإن كان ما خفي أعظم.
waddahessa@gmail.com
The post وجهة نظر.. محاولات «تجميل» وجه «إسرائيل» القبيح appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.