تواصلت الفعاليات الجماهيرية الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضمن الاعتراف بالقدس المحتلة «عاصمة» لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها إذ أقيم أمس مهرجان خطابي على مسرح دار الكتب الوطنية بمشاركة المئات من المواطنين السوريين واللاجئين، بينما أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن أعداء سورية هم أنفسهم أعداء القدس وكما فشلوا في تقسيم سورية بفضل تضحيات الشهداء والجرحى وذويهم سيفشلون في تقسيم القدس أو إضاعة البوصلة الحقيقية للشعب العربي.
جاء ذلك خلال ندوة جمعته أمس مع غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم بدار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية حيث قال سماحة المفتي إنه «كما عادت فلسطين والقدس إلى أهلها عقب احتلالات طويلة الأمد ستعود إلى أهلها من جديد».
ولفت المفتي العام للجمهورية إلى أن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس «عاصمة» للاحتلال الإسرائيلي لم يكن إلا لمصالح شخصية وسياسية وأن ذلك لا يغير من واقع هذه المدينة وأحقية أهلها بها وحق الفلسطينيين بالعودة إلى بلدهم.
من جانبه أكد غبطة البطريرك أغناطيوس أفرام الثاني أن القرار الأمريكي باعتبار القدس «عاصمة لإسرائيل» جاء بناء على مصالح سياسية ضيقة ولم يبنَ على مصالح شعوب ويخالف الحقائق التاريخية والشرائع الدولية التي تؤكد أن القدس مدينة محتلة.
وبيّن أن هذا القرار يسيء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس كمدينة روحية جامعة وموقع التقاء الرسائل التوحيدية وأن استهدافها مع فلسطين يمثل حلقة جديدة من استهداف المنطقة الذي بدأ قبل سنين وكانت فيه سورية الحصن المنيع الذي أوقف هذه السياسة الجائرة بعد أن كانت تهدف إلى تفتيت أرضنا وتمزيق شعوبها.
وسلط غبطة البطريرك الضوء على عدة حقائق تاريخية تثبت أن مدينة القدس تسبق وجود اليهود حيث بناها الكنعانيون وفقاً للكتاب المقدس التوراة ولم يكن حينها وجود للعبرانيين، مبيناً أن مدينة القدس كانت جزءاً من سورية خلال حياة السيد يسوع المسيح وأن القدس مدينة لكل المؤمنين ويجب أن تبقى مفتوحة أمام جميع الشعوب وهي بالنسبة للمسيحيين محجاً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الطابع الديني للمدينة لا يلغي عنها الطابع السياسي وأنها عاصمة لدولة فلسطين حسب شرائع وقوانين الأمم المتحدة.
بدوره أشار محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم إلى أن فلسطين والقدس ستبقى بوصلة السوريين رغم حجم المؤامرة والحرب التي تستهدفهم انطلاقاً من إيمان سورية بأحقية القضية الفلسطينية ولما تمثله مدينة القدس بمكانتها الدينية والاجتماعية والثقافية للشعب العربي وأن هذه القضية ستبقى قضية حرية وعدالة وحياة.
من جهته أكد أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح أن مخططات الصهاينة ستفشل طالما هناك عقول وقلوب تحمل القدس وتحميها بقبضاتها وتدافع عن تاريخها ومستقبلها.
الندوة التي نظمتها رابطة خريجي العلوم السياسية في سورية بالتعاون مع محافظة اللاذقية لفت رئيسها الدكتور هاني بركات في كلمة له إلى ضرورة نشر الوعي القومي والفكر التحريري في المجتمع وهو ما دفع الرابطة لإقامة مثل هذه الندوة ووجود قامات دينية كبيرة على مستوى سورية والعالم بعنوان «لمة وطن.. سورية» تضامناً مع القدس كعاصمة أبدية موحدة لكل فلسطين وشرفاء وأحرار العالم.
وفي حلب تواصلت الفعاليات الجماهيرية الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضمن الاعتراف بالقدس المحتلة «عاصمة» لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها وأقيم أمس مهرجان خطابي على مسرح دار الكتب الوطنية بمشاركة المئات من المواطنين السوريين واللاجئين.
وألقى محمد سالم شلحاوي عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة بيّن فيها أن القدس ستظل العاصمة الأبدية لفلسطين وأن قرار الرئيس الأمريكي ترامب ومن قبله «وعد بلفور» هما من منبع واحد هو اللصوصية الصهيونية وهما عبارة عن تقديم من لا يملك لمن لا يستحق، مؤكداً أن القضية الفلسطينية كانت وستظل محور اهتمام سورية.
كما ألقى سمير نجيب أمين سر حركة فتح الانتفاضة كلمة فصائل المقاومة الفلسطينية نوه خلالها بأن هذا المهرجان الحاشد هو رسالة للعالم أجمع مفادها بأن فلسطين والقدس قضية حية وأن نصرة القدس والدفاع عنها هو دفاع عن كل المقدسات وعن المدن العربية، مضيفاً: إن القدس لن تكون شرقية ولا غربية بل ستظل موحدة وعاصمة أبدية لدولة فلسطين.
وتوجه نجيب بالشكر باسم الشعب الفلسطيني لسورية قيادة وجيشاً وشعباً لنصرتها الشعب الفلسطيني وتقديمها آلاف الشهداء فداء لفلسطين ودفاعاً عنها.
وألقيت في المهرجان عدة كلمات باسم القوى المقاومة الرديفة والفعاليات الأهلية والشعبية أكد المتحدثون خلالها أن ما تعرضت له سورية من استهداف وحرب كونية كان بسبب مواقفها المبدئية والثابتة الداعمة لفلسطين شعباً وقضية، مبينين أنه لا يمكن عزل سورية عن فلسطين، فهما في خندق واحد دفاعاً عن الحق والعروبة، وكما انتصرت سورية على الإرهاب وداعميه ستنتصر فلسطين على الصهيونية وداعميها.
بدوره جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رفضه قرار ترامب الرامي لتهويد القدس.
ورأى الراعي خلال قداس أن الشرق الأوسط لن يعرف السلام ما لم تجد الشرعية الدولية حلاً عادلاً ودائماً للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة على أرضه التي رواها بدماء شهدائه.
وأشار الراعي إلى أن القدس يجب أن تكون أرض السلام بدلاً من أن تعيش أجواء الخطر والحرب وقال: لا يمكن القبول بتهويد القدس كما يرمي إليه قرار ترامب.. لقد أظهر تاريخ القدس البعيد والقريب أنه لا يمكن لأي شعب أو دين أو دولة أن يحتكرها بالرغم مما شهدت من حروب واحتلالات.
كما أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة المشاريع الصهيو-أمريكية في المنطقة، مشيراً إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق القدس فضح دور بلاده تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار صفي الدين أن المقاومة ستفضح كل الذين تآمروا ويتآمرون على الأمة وخاصة تلك الأنظمة التي تراهن على مستقبلها السياسي من خلال المصالح الأمريكية والصهيوينة.
وقال: إن قضية القدس هي أكبر وأعظم من أن تكون مقايضة في معاهدة أو اتفاق بين نظام عربي أياً كان وبين الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فإن الذين اعتقدوا ولو للحظة أن بإمكانهم أن يتآمروا على القدس ليحصلوا على مكاسب آنية أو استراتيجية أو ليثبتوا أنفسهم في عروش واهية وفانية عليهم أن يعرفوا أن ما راهنوا عليه هو خطأ كبير لأن عروشهم لن تبقى بل القدس هي التي ستبقى.
إلى ذلك تظاهر عشرات الآلاف من الأندونيسيين أمس في العاصمة جاكرتا احتجاجاً على قرار ترامب.
وذكرت وكالة «رويترز» أن نحو 80 ألف شخص نظموا مسيرة احتجاج سلمية من الميدان الرئيسي بالعاصمة إلى ساحة قريبة من السفارة الأمريكية تنديداً بقرار ترامب، مشيرة إلى أن قوات الشرطة منعت المحتجين من التقدم باتجاه السفارة.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين خلال حملات دهم نفذتها في مناطق عدة بالضفة الغربية.
من جهة ثانية أصيب عدد من الفلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب مدينة جنين الليلة الماضية.
إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية قرب جنين وداهمت منزل عائلة الأسير محمد رياض زكارنة وفتشته واستولت على مبلغ مالي.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.