أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن محاولات الولايات المتحدة الخبيثة لتقسيم الدول في منطقة الشرق الأوسط باءت بالفشل الذريع.
وقال ولايتي في كلمة أمام مؤتمر «تحرير المسجد الأقصى في أفق انتصار محور المقاومة» في طهران: الجانب الأمريكي كان قد أعلن عن خطته لتجزئة العراق إلى 3 دول، كما سعى لتقسيم سورية وكذلك إيران، لكن هذه المؤامرة مُنيت بفشل ذريع بفضل يقظة هذه البلدان ومشاركة إيران في إحباطها، لافتاً إلى أن طهران انطلقت في المشاركة بالحرب على الإرهاب في سورية والعراق من مبدأ «الوقاية قبل العلاج» لتبعد خطر التقسيم عنها.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحدثت في السنوات الأخيرة عما يسمى «الشرق الأوسط الجديد» و«الشرق الأوسط الكبير» وسعت من خلال ذلك إلى تغيير الحدود الجغرافية لدول المنطقة لكي تصل إلى منطقة القوقاز وآسيا الوسطى والهيمنة على الحدود الروسية والصينية وكذلك السيطرة على نهر النيل في مصر وإيجاد الفوضى في الصومال وليبيا وسورية.
إلى ذلك شدّد ولايتي على أن طريق خلاص العالم الإسلامي ومنطقة غرب آسيا وتحرير فلسطين لا يكون سوى من خلال التمسك بخيار المقاومة، مشدداً على أن عملية التسوية في فلسطين انتهت إلى غير رجعة.
بدوره أكد نائب قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية العميد إسماعيل قاآني أن الولايات المتحدة قامت بزرع الإرهابيين التكفيريين في المنطقة وزودتهم بمختلف أنواع الأسلحة بهدف مساعدة «إسرائيل» على استهداف سورية وضربها على خلفية موقفها المبدئي الداعم لحركات المقاومة في المنطقة وعلاقة الصداقة والشراكة الوثيقة التي تربطها بإيران.
وحول مجاهرة بعض أنظمة الخليج أخيراً بعلاقتها بكيان الاحتلال الإسرائيلي، قال قاآني: كنا على علم بعلاقات بعض الحكام العرب الضعفاء السرية بالكيان الصهيوني غير أننا لم نحاول كشفهم حفاظاً على وحدة العالم الإسلامي.
ونقلت «سانا» عن العميد قاآني إشارته إلى أن الحروب التي جرت بين العرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي انتهت بهزيمة هذا الكيان الغاصب وهو ما حدا به وبواشنطن لرسم خطة لجر هؤلاء الحكام العرب وجرهم للمفاوضات ضد رغبة شعوبهم بحجة «حل» القضية الفلسطينية.
ولفت نائب قائد فيلق القدس إلى الشروط التي حددها الكيان المحتل للتفاوض مع الدول العربية المتخاذلة، مشدداً على أن «إسرائيل» باتت الآن لاتعير اهتماماً لمصطلحات السلام التي ثبت أنها ليست سوى حبر على ورق، وهي لم تعد ترى أي حاجة للدخول في مفاوضات بشأنها.
وحذّر من نيات الكيان الصهيوني حيال الأردن وسيناء وضرورة توخي الحذر إزاء المخططات الصهيو-أمريكية على المنطقة.
بدوره قال كاظم جلالي رئيس مركز أبحاث مجلس الشورى الإسلامي الإيراني: إن قرار ترامب غير الشرعي بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف هو مشروع المثلث الأمريكي –العربي- الصهيوني الذي تم تنفيذه على ثلاث مراحل وهي الترويج والإجبار والمقاطعة.
وفي كلمته أمام المؤتمر قال جلالي: القرار الأمريكي المشؤوم ستكون له تبعات وعواقب سلبية للغاية، لافتاً إلى أنه في ظل الظروف الحالية يسعى الأعداء بكل ما يملكون من قوة سياسية واقتصادية وإعلامية وعسكرية إلى إثارة التفرقة بين الدول الإسلامية لإبعادها عن قضيتها الأساسية وهي القضية الفلسطينية.
وأشار جلالي إلى أن قرار ترامب اللا مسؤول بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف لم يكن مستبعداً حيث كانت الدبلوماسية الأمريكية والصهيونية خلال السنوات الخمس الماضية تسعى لتخويف الأنظمة العربية الرجعية من إيران وبالتالي إبعاد الدول والشعوب عن قضيتهم الأساسية وهي القضية الفلسطينية كما عمدت إلى مهاجمة المقاومة المدافع الحقيقي عن الشعب الفلسطيني المظلوم ونعتها بالإرهاب.
شارك في المؤتمر الذي بدأ أمس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية والجامعة الوطنية العليا للدفاع بطهران عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وممثلون عن حركات المقاومة.
في شأن متصل أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية اللواء سيد يحيى رحيم صفوي أن تنظيم «داعش» الذي زرعته الولايات المتحدة في المنطقة مُني بهزيمة نكراء بفضل صمود سورية والعراق ومشاركة روسيا وإيران في مواجهته.
وأشار اللواء صفوي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إلى أن إرهابيي «داعش» ألحقوا أضراراً جسيمة بالتراث الأثري والثقافي في سورية والعراق ودمروا المرافق الحيوية فضلاً عن جرائمهم الشنيعة بحق شعبي البلدين، مشدداً على أن نوعية جرائم «داعش» هي من نوعية جرائم الصهاينة نفسها.
وأشار صفوي إلى أن الكيان الصهيوني يشعر بقلق بالغ من تنامي قدرات المقاومة اللبنانية كما يقوم بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية لإشغال الجيش العربي السوري واستنزاف طاقته لمنعه من استعادة الجولان السوري المحتل.
ونقلت «سانا» عن صفوي تأكيده معارضة إيران وروسيا للوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية، لافتاً إلى الخطط الأمريكية لتشكيل ميليشيا مسلحة تعدادها نحو 30 ألف إرهابي في غرب نهر الفرات في سورية إضافة إلى زجها بقوة تتراوح ما بين 2 و3 آلاف فرد إلى المنطقة بهدف إعطاء «روح معنوية» للإرهابيين في إدلب.
وأضاف: إن أمريكا وضعت على جدول أعمالها حالياً الإبقاء على بؤر الصراع لاستغلالها في تأجيج الخلافات في المنطقة كما ركزت على إشاعة ظاهرة التخويف من إيران لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والعسكرية.
ولفت إلى أن إيران ستحقق النجاح إذا استطاعت وبخطوات ذكية تشكيل ائتلاف مع العراق وباكستان وباقي الدول ضد التوتر والإرهاب و«التحالف» الأمريكي في منطقة غرب آسيا على أن يتشكل هذا الائتلاف من الحكومات والشعوب ليتمكن من إحباط المخطط الأمريكي الهادف لإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار.
ورأى أن واشنطن تحاول إيجاد منافسة استراتيجية كبيرة مع روسيا والصين والهند من أجل الاستحواذ على ثروات المنطقة، مشيراً إلى أن منطقة غرب آسيا باتت مكاناً للصراع بين القوى الكبرى والإقليمية فيما يحاول نظام بني سعود من خلال تدخلاته في بعض الدول أن يظهر كقوة إقليمية لكن أحلام حكامه الجدد ستقودهم إلى أوضاع غير مستقرة.
وقال صفوي: إن «داعش» قام وبدعم سياسي ومادي من الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول العربية الرجعية بزعزعة الأمن في المنطقة طوال الـ82 شهراً الماضية، مبيناً أن المسعى الأساسي لجرائمه كان ضمان أمن الكيان الصهيوني وتدمير جبهة المقاومة.
وأكد اللواء صفوي أن فلسطين ستبقى مفتاح وحدة المسلمين، معتبراً قرار ترامب بشأن القدس يتنافى مع المعاهدات الدولية وقد أثار غضب الشعب الفلسطيني والرأي العام الإسلامي، مشدداً على أن قوة أمريكا والكيان الصهيوني وهيمنتهما في طريقهما إلى الزوال.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.